يوميات أبو نافز 7 .. سلمان في فلسطين
عرار الشرع
13-09-2019 01:16 PM
هرع أبو نافز وسلمان لإنقاذ أم نافز التي أغمي عليها فور رؤيتها له لأول مرة منذ نحو ستين عاما...
هات بصلة صرخ سلمان.. هرع أبو نافز إلى المطبخ بحثا عن بصلة، ولما وجها طرقها بقبضته فانفلقت وركض نحو سلمان الذي سارع بوضع البصلة على أنفها، فبدأت بالتململ والاستيقظ، وصرخت مجددا سلمان يا حبيبي مكتوبلي أشوفكك قبل ما أموت يا بعد عمري*.
ضمها سلمان برفق ورفعها عن الأرض وبدأ يمسح ثوبها بمنديله، وهي تقول خلي عنط يا خوي، وقالت: هسا بركب اللحمة وعبين ما يصير الغدا بدك تحكيلي شو صار معك من طق طق للسلام عليكم*.
ضحك سلمان من قلبه وقال أي شو بدي أحكيلك تا أحكيلك قصة تعمرها ستين سنة بتتخرفش* بساعة والا ثنتين.
ولم يكد ينهي حتى بادرته بسيل من الأسئلة، كيف مرتك وكيف بناتك، حماتك العقربة* لسا عايشة*، وشغلك وأحوالك ورزقتك وصحتك؟ تعجب أبو نافز من كثرة الأسئلة وقال: ارحمي الزلمة شوي نازلة ترمي عليه زي الرشاش! فأجابت: هاظا أخوي مثل ما هو صاحبك هو شقفة* من قلبي ما إلي غيره بالدنيا، أي شوف أختك أم لسان لو تغيب عنها يومين بتعزر عليك وبتصير تعبطك وتبكي... دموع التماسيح..
اكتفى الخصمان بهذا القدر من الجدال بمقاطعة سلمان الذي قال: كأني تاركوا امبارح* من انتو عيال صغار وانتو زي الجاجة والديك بتشبعوش مناقرة، جددي هالشاي يا صبية وخلنا نقعد نتخرف، ابتسمت أم نافز خجلة ودخلت إلى المطبخ لتحضير الشاي.
هنا دمعت عينا أبو نافز مجددا، وهي يطلب من سلمان الحديث عن فلسطين.
وبدأ سلمان بالرواية بالقول: تنعنشت* بس شفت أرض فلسطين من الطيارة وكلما قربت عالأرض زادت عصبيتي، وقلت للبنات: هذا مطار اللد، بنوه الإنجليز وعمره بيجي ميت* سنة، ليقاطعه صوت قائد الطائرة بالقول إن الطائرة حطت بسلام في مطار بن غوريون.
تنهد سلمان وقال لبناته، اللد قبل الاحتلال، هسا صار بن غوريون، أبصر شو صار إسم بلدنا عسقلان، ردت ابنته على الفور أشكيلون دادي، فتعجب وسألها وما اسم بئر السبع فقالت: بير شيفع، والضفة الغربية يهودا والسامرة، وتل الربيع تل أبيب، والجليل غاليلو، أنا عارفة كل الأسماء العربية وبعرف كيف غيروها اليهود، ربت على كتفها لتعلقها بوطنها وسألها والقدس؟ فقالت لن أقول اسمها العبري ما حييت.
وها قاطعه أبو نافز بالقول: عفية أخت الرجال، فرد سلمان، هي بالحكي يا ختيار، لو بالحكي والحفظ كان حررناها من زمان...
على كل، دلفنا* على المطار وقدمنا جوازاتنا ولا كلمة بالعربي، كله عبري وإنجليزي، وبعد ما ختم الجواز كأنه لطني* على وجهي لما قللي: Welcome to Israel ابتسمت غصبن عني*، وخرجت مع بناتي نركب تكسي، فبادرني السائق، بالإنجليزية يسأل عن وجهتنا، فقلت له بالعربية القدس، فقال: إنت عربي، قلتله فلسطيني، فأجابني منين الله محييك، وهنا أدركت أنه فلسطيني أيضا، قلت له إنت من وين قال لي: من بيت صفافا القدس، ارتحت لهالشاب وقلتله إنت معنا طول الرحلة..
وللرحلة بقية
• يا بعد عمري: عبارة للتودد الشديد
• من طق طق للسلام عليكم: من بداية القصة حتى نهايتها
• بتتخرفش: لا تروى
• العقربة: وصف للخبث
• شقفة: قطعة
• امبارح: أمس
• ميت سنة: 100 عام
• تنعنشت: انشرح قلبي
• دلفنا: دخلنا
• لطني: لطمني
• غصبن عني: رغما عني