نعمل لاجلكم .. ونأسف لازعاجكم
مأمون مساد
12-09-2019 11:22 AM
تخيلت هذه الإشارة(نعمل لاجلكم ونأسف لازعاجكم ) قد وضعت على أبواب مدارسنا التي تنهي اسبوعها الأول من الإضراب والامتناع عن تقديم رسالتها التعليمية والتربوية تجاه أبناءها ،ولا يخيل إللي ان اما تمتنع عن إطعام صغارها وتتركهم يتضورن جوعا ،وغذاء الروح ليس بأقل أهمية من غذاء البطن ... هل سمعتم عن ام تحرم صغيرها من حليبها؟
والصورة التي اقدم أعلاها تنطبق على معلمينا من انطقونا الحروف الهجائية ورسموا لنا طرق الهداية والرشاد الى كل المعارف كيف بالدولة الام تتركهم نهب الفقر والفاقة وهم الذين اغنوا بمعارفهم وزهرة أعمارهم في زرع الحقل ورعاية محصول الوطن من أجيال أبناءه ليكونوا على ثغور الوطن جنودا وفي مستشفياته أطباء وصيادلة وممرضين وفي معاملهم صناعا ومهندسين ومهنيين.
المعادلة جد صعبة للمطالع شكلها الظاهري ،وجد سهلة لمن خاض بإخلاص وتضحية في جوهرها ، فلا الحكومة ولا نقابة المعلميين يمتلكون الحق مطلقا ، ولعل خطاب آي القرآن الكريم الذي يقول (وهل جزاء الإحسان الا الإحسان ) خطاب للطرفيين ، احسان الدولة إلى أبناءها المعلميين والمعلمات بتوفير الحياة الكريمة لهم وإحسان المعلميين إلى طلبتهم ومجتمعهم بأداء رسالة العلم والتعليم ، وأي معادلة غير متكافئة الحقوق والواجبات معادلة ناقصة منقوصة .
أسبوع يمضي على حالة الفوضى التي تدب في أركان مؤسسة من أهم مؤسسات التنشئة الاجتماعية وكأن السلم الذي صعد به الطرفان إلى أعلى الشجرة قد اختفى لينزلا معا إلى حوار متكافئ أساسه الحقوق والواجبات، العدالة والمساواة ،حوار المرسل والمستقبل وتبادل الأدوار دون مغالبة ودون شروط الحوار المسبق الذي لايسمى بالحوار .
قلت لزملاء لي يوما ولم أكن ابحث عن سجع اللغة ان هناك هم اهم أهم الوطن ... فعدو يتربص بأمنه هم أهم ، وعدو يخطط للنيل من مقدساته هم أهم ،وهل اهم من البناء في الانسان لئلا يكون نهبا للجهل والجاهلية ، ما نأمله ان لا تطول اللافتة في الشارع اليوم ( نعمل لاجلكم ونأسف لازعاجكم ) ، لئلا نكون في قائمة الخاسرين جميعا .