لما صرخت المرأة "وامعتصماه" ربما كان عندها أمل بأن ثمة أذن تسمع وقد كان فتحرك جيش لأجل استغاثتها. وحين قال شاعر الأقصى المرحوم يوسف العظم:
يا قدس يا محراب يا منبر
يا نور يا إيمان يا عنبر
أقدام من داست رحاب الهدى
ووجه من في ساحها أغبر
ربما كان هدفه تحريك الغيرة على الأرض السليبة لكنه ما كان يتخيل أن نصل الى مرحلة الهوان بأن يتحدانا " نتن " بالإعلان عن ضم غور الأردن وقبل ذلك ضم ترمب الجولان وإعلانه ان القدس لليهود وأنها العاصمة الأبدية للصهاينة !!
كنت في حوار اليوم مع طبيب فاضل واتفقنا أن الصهاينة يعيشون ذروة الغطرسة لضعفنا ودعم امريكا تحديدا" لهم ، لكننا اتفقنا ان الأزمة ليست علينا وحدنا بل ان اسرائيل نفسها في ازمة مستمرة ما دام هناك طفل يؤمن بحقنا وان باطلهم مؤقت .
فلك يا نتن ان تتغطرس وتتبجح فأنتم تعيشون نشوة رؤية الذات من خلال دمارنا وضعفنا وانقسامنا !! لكن لا بد أن تكون قرارة نفسك تتحدث لغة أخرى فإلى متى ستعيشون عقلية القلعة والأسوار العالية ؟ إلى متى ستبقون تفكرون في الخنادق وصفارات الإنذار ؟ إلى متى تتجاهلون أن امبراطوريات العالم زالت ؟ ذهب الرومان والفرس وبريطانيا العظمى فهل سندكم سيبقى في موقف القوة والسيطرة ؟ كان عدد الفلسطينيين عام 1948 أقل بكثير من عددهم اليوم في فلسطين!! لديكم الان ما يقرب من ثمانية ملايين فلسطيني يعيشون على أرضهم في الضفة والقطاع وأرض 48 .
وهناك ملايين مثلهم منتشرون في العالم يعملون ويملكون ويدعمون أهليهم على الأقل ، ويفضحون ممارساتكم في العالم . مستقبلكم لا يسر ولن تستمروا مهما طال الزمن فنحن أمة مريضة لكننا لم نمت ولدينا جيل يحفظ القرآن ويمتلئ بحب الشهادة ، لدينا أمهات ترضع أطفالها الغيرة والعزة والوطنية والشجاعة .
قد لا تكون معركتكم معنا نحن الجيل الذي عاش الهزائم والنكسات لكننا متأكدون أن المستقبل ليس لكم مهما طال الزمن ، ففلسطين مكانها وكما انكم موجودون فنحن موجودون والرهان على من يصبر ويحضر ويراهن على قوة الله الداعمة لصاحب الحق ولا تغرنكم حالة المرض فمن جاكارتا حتى الرباط ومن قروزني حتى كيب تاون هناك أمة تتململ وهي على وشك الاستيقاظ فانتظر الموعد بيننا.