مهلا يا نقابة المعلمين فالوطن أكبر !
د. عدنان سعد الزعبي
11-09-2019 06:47 PM
لا نقبل لنقابة المعلمين وهي النقابة الاحرص على القيم والمفاهيم والثوابت الوطنية ان تنزلق هذا المنزلق وان
تضحي باشرف ما حملته من رسالة مقابل مطالب يمكن ان تتحق بالحوار حتى ولو طال الزمن .
تريثت بالكتابة عن الازمة الحاصلة بين الحكومة ونقابة المعلمين ,بل بين الاهالي والاسر وبين النقابة , مع تعاطفي الكامل مع المعلمين كجزء من منظومة الموظفين الذين يعانون من تآكل الرواتب وضعفها وعدم تمكن هذه الشريحة من العيش الكريم وبناء التطلعات المستقبلية كحق انساني يجب ان يؤمن به الجميع. لكني كنت معنيا بالاستماع لوجهة نظر الحكومة حتى اكون منصفا في التحليل والحكم , فقد عايشت قضية مطالب المعلمين منذ حكومة عبدالله النسور والاتفاقيات التي تم التوصل اليها وما حصل المعلم على اثرها وفقا لمطيات الكفاءة والتدرج والتطور . وكنت مقتنعا تماما لتجربتي مع مدارس المملكة ان المعلم يحتاج دائما للتدريب والتأهيل بحكم التطور والتدفق المعلومات والاكتشافات والاختراعات وتطورالتواصل وغيره مما يحتم على المعلم التواصل مع التكنولوجيا حتى يبقى على تواصل مع المستجدات ويرفد طالبنا بالخبرات والتطورات الحديثه ويبقى مسايرا لما يجري في العالم . وكم قامت وزارة التربية وبمبادرات حريصة, لان تمكن المعلم من هذا وقد انفقت الملايين ومئات الملايين حتى اصبحنا ندخل منظومة (غيتس ) ونتفوق بتكنولوجيا المعلومات عمن حولنا , وهو انجاز يسجل للحكومة لصالح للمعلم والطالب وللمجتمع الاردني باسره .
واذا نظرنا اليوم لاحوال المعلمين فهي لا تختلف كثيرا عن نظرائهم في الدولة الاردنية الا اننى كمواطن مطل على واقع معطيات الدولة الاردنية والكثير الكثير من ابناء الوطن لا نقبل ايضا ان ينادي المعلمون بانهم الوطن وأن ينصبوا انفسهم بأنهم صنعوا الوطن , فهذا احتكار مجزوء وصورة ليست سليمة لا يجوز ان يقع بها اصحاب المهنة التربوية التعليمية , على اعتبار ان الوطن هو الجميع وان صناعة الوطن يشارك بها الجميع ولا فضل لاحد على احد فيه , لا بعمل ولا باجتهاد ولا بتضحيه فالذي يضع روحه على يده في الدفاع عن الوطن والتضحية من اجله هو في اسمى مراتب الانتماء الوطني , فلا يجوز ان نتلاعب بهذه المفاهيم لمجرد دغدغة العواطف او مشاعر الجموع من المعلمين . هذا من جانب والجانب الاخر , فان اختيار التوقيت من اليوم الاول من دوام طلبتنا لاعلان وتطبيق الاضراب لوسيلة لا تليق بنقابة المعلمين ولا بمهنة التعليم الانسانية الوطنية , ولا برسالة المعلم , فمعاقبة الطلاب بضياع فرص التعليم عليهم لا يعني عقاب الحكومة ولا وسيلة لاجبار الحكومة للرضوخ للمطالب اي كانت محقة او غير محقة .فالطالب هو المستقبل ولا يجوز التلاعب بمستقبل الوطن مهما كانت الاسباب منطقية او غير منطقية خاصة واننا على علم ان اتفاقيات سابقة تمت مع الحكومة بهذا الخصوص وان هذه النقابة جاءت لتفرض المزيد او لتستعرض قوتها بطلب المزيد مستغلة حالة الناس ومنهم المعلمين وانتقادهم للاوضاع الاقتصادية وبرنامج الحكومة بذلك .
هذه الضجه التي تقودها النقابة ورفضت الحلول المقدمة من الحكومة والنواب لا يعني بالمفهوم الحقيقي قوة وصلابة النقابة بمقدار ما يعني توصيد الابواب امام اي حوار يجب ان يحل الاشكالية , لان ابقاء الطلاب دون دراسة, وابقائها تحت رحمة الخلاف بين الحكومة والنقابة مسالة يجب ان لا تستمر ولا بد من أن يكون هناك حل قانونيا كان او غير قانوني مع تطلعنا لانهائها وفق حوار يبدأ من الاتفاقات السابقة وماذا استجد وكيف يمكن علاجه واعلانه للناس للحكم وليس ابقائه حكرا على النقابة او الحكومة فقط .
ابناء الوطن يجب ان لا يكونوا الرهينة التي تستغلها النقابة وتضيع الوقت على الطلبة من ان يمارسوا حقهم التعليمي وهذا الذي يجب ان يحرص عليه المعلم اكثر من غيره خاصة وان القطاع الخاص مارس دوره التعليمي وماض في جدوله حسب المعهود . .
واضح ومن حديث الرئيس ان الحكومة لا تريد التصعيد ولكن على الحكومة والنقابة ان يلتقيان وان لا يقطعا الحوار فللحكومة ظروف يجب ان تستوعبها النقابة ولا تصل لحد اللجوء لاساليب لا نقبلها جميعا خاصة بعد ان تقدمنا كثيرا في مسألة الحوارفي كثير من القضايا الوطنية .
انا اؤمن ان وزارة التربية والتعليم حريصة على ابنائها المعلمين بنفس الحرص على ابنائها الطلبة على اعتبار انهم اساس العملية التربوية ولا بد ان تبقى العلاقة قائمة على المطلق وليس الجزئيات التي قد تأخذنا لابعاد سياسية لا نريدها لنقابة المعلمين ولا حتى تسييس العملية التربوية ؟
على المعلمين ان يستجيبوا لنداء الاهالي اليومي والى مصلحة الطالب الذي ينظر لمعلمه النظرة التربوية .
املنا كبير ان يرجح صوت العقل والمنطق في عودة الطلبة لمقاعد الدرس وبعدها سنسعى جميعا للوصول لحلول مرضية للمعلمين اساس العملية التعليمية .