في معركة أحد وقعنا في خطأ استراتيجي استغله خالد بن الوليد، ومنذ ذلك التاريخ ونحن نسمع ونقرأ حول الدروس المستفادة من معركة أحد، وما زلنا حتى الآن نتلقى هذه الدروس مع اننا لم نستفد منها قط ...وقد وقعنا بذات الأخطاء (ترك الموقع لاسترجاع الغنائم) .... ولعل أفدحها هو ما حصل في معركة سان بواتيه (بلاط الشهداء) بين قوات الأمويين والفرنسيين.
المعركة التي اوقفت الزحف العربي الأمازيغي تماما، لأنهم أرسلوا من يصرخ بأن غنائمنا تتعرض للنهب.
فتركنا مواقعنا القتالية وخسرنا المعركة الفاصلة. ولا شك اننا خسرنا الكثير من المعارك فيما بعد وسوف نستمر في خسارة معارك قادمة، لأننا نقع في ذات الخطأ.
هذا هو الفارق الأساسي بيننا وبين الغرب بكامل تلويناته.... اقصد الحضارة الغربية برمتها، التي اعتادت الوقوع في الأخطاء الجسمية، لكنها لا تلون اخطاءها ولا تزوقها ولا تبررها بل تعترف بها اولا.
تعترف الحضارة الغربية بأخطائها، وتتحدث عنها، وتتناقلها وسائل الإعلام وتتحول الى افلام ومسلسلات وروايات وأعمال فنية، فيتم هضمها واستيعابها ومناقشتها وفضحها تماما، فلا يقعون فيها مرة اخرى. لكأنهم (يطعّمون) أنفسهم ضدها فيشفون.
لذلك فإن تلك المجتمعات قابلة لتطور أكثر منا، بينما نعيش نحن في دهاليز الماضي التليد دون ان نعترف بأخطائنا، ونحول الماضي الى (تابو) مقدس نعيش في ظلاله وندعو للعودة اليه، للخلاص من اوضاعنا الحالية البائسة، فلا نحيا الماضي. ونخسر الحاضر والمستقبل معا، مثل الغراب الذي اراد تقليد مشية الحمامة ففشل، وحاول العودة الى مشيته الأصلية فاكتشف انه نساها!! .
الغرب يأنسن نفسه، وينأى بذاته عن اخطائه الفادحة، بينما نحن منهمكون في تبرير اخطائنا، او في الحديث عن مؤامرة عالمية يشترك فيها العالم بأسرة من الأسكيمو حتى بطاريق الجنوب.
قد لا نعدم – مثل غيرنا من الشعوب الضعيفة-من يتآمر علينا ويسعى لاستغلالنا، فهذا وضع طبيعي –للأسف-في هذا العالم. لكن الجزء الأكبر من المسؤولية نتحمله نحن جيلا بعد جيل، لأننا لا نستفيد من اخطائنا ولا نعترف بها.
الدستور