قــم للمـعــلـم وفــه التـبـجــيــلا
خالد السواعير
09-09-2019 03:41 PM
لله درُك يا أمير الشعراء حياً وميتاً كنت، يا من تقلدت إمارة الشعر واستحققتهُ بعبقريتك الشعرية وتميزك المنفرد في الزّود عن قضايا الأمة وأمجاد المسلمين .
لم تقم يا شوقي بامتهان التدريس ومع ذلك فقد مدحت المعلم وخلدتهُ في قصيدة تُعدّ إرثاً حقيقياً تناقلتهُ الأجيال والتي هي مطلعها .
قــم للمـعــلـم ووفــه التـبـجــيــلا
كـــاد الــمـعلم أن يــكــون رســـولاً
ودعني أخبرك يا أميرنا بأن مطلع قصيدتك هذه أمست أقرب للأسطورة التي حَلت لعنتها علينا حتى أردتنا في غياهب الحُب تائهين نبحث عن طوق نجاةٍ في أرضٍ سبخةٍ لا خير فيها .
فها هم يا شاعرنا يا من أعليتهم مقام الرُّسل يرمون شرف مهنتهم عرض الحائط لا يحركون ساكناً أمام جموع فلذات قلوبنا قابضين على حقائبهم المدرسية مرتديين زيهم وبراءتهم الخجولة فرحين بقرطاسيتهم الجديدة في بداية عامهم الدراسي ينتظرون من حاملي رسالة التعليم بأن يفيضوا عليهم من العلم .
ومعلموهم لا تهتزّ ضمائرهم ولم تحركهم أدبياتهم في جبر خواطر أبناء الوطن، في مشهدٍ سخيفٍ من مسرحيةٍ هزلية لا تنطلي إلا على السُّذج .
يا شوقي لقد أنستهم اعباء الحياة سمو رسالتهم وتناسوا حكمتك الشعرية والتي رددوها مراراً أما طلبتهم عندما قلت:
إنـمـا الأمم الأخــلاق ما بــقـيــت
فـإن هـم ذهـبـت أخـلاقهـم ذهبوا
فعذراً يا شوقي عُذراً فهذا الزمن ليس بزمن قُم للمعلم ووفه التبجيلا، بل زمن العويل والبكاء، ألم تذكر في دواوين شعرك أنه :
وإذا أُصـيـت الـقـوم فـي أَخـلاقـهـم
فـأقـم عـلـيهم مـأتـمـاً وعــويــلاً ......
يا أميرنا والله لقد أحببناك كوطن، فلطالما تمنيت وتغزلت بالأوطان، فانهض يا أمير زمانك من لحدك واستنجد حاملي الرسالة التعليمية بكلماتك الرنانة وموسيقية شعرك بأن يعودوا لرشدهم وقل لهم أنهم انفع الناس وأن لا يجانبوا الصواب ونحن سائرون خلفهم سنساندهم قي قادم الأيام وليردوا فرحة ابنائنا لهم وذكرهم بنظمك حين قلت :
وللأوطــان فــي دم كــلِّ حــرٍ
يـــدٌ سـلـفـت .... وديـن مـسـتـحــق
فالوقت في غاية الحرج، ونحن في أمس الحاجة لتقوية اللحمة الوطنية فإن لم نستهدف الخير للوطن معاً، فلا خير فينا وقل لهم بأن للتاريخ آذان وعيون فليسجل لهم لا عليهم .