يطل علينا الدبلوماسي السعودي عبد السلام عبد الله العنزي من عرين صاحب السمو السفير الامير خالد بن فيصل بن تركي ال سعود سفير خادم الحرمين الشريفين بإطلالة ثالثة ومن على صفحات عمون الغراء بعناوين لا أجمل ولا ابلغ ولا أعمق بين تفوق الدبلوماسية السعودية والمهنية في الاعلام الدبلوماسي وتألق الشخصية الدبلوماسية السعودية. وهذا حقيقة من خلال تجربتي مع الشباب السعودي سوآ في السفارات السعودية في الخارج او في المدارس والجامعات حيث ربطتنا صداقة تكاد تصل كما يقال: رب اخ لك لم تلده أمك. وها هو عبد السلام العنزي يعطينا الصورة المشرقة للدبلوماسي السعودي والاعلامي السعودي الذي يأخذ ببلدة الى التفوق والتألق بشخصيته بأدبه بفكرة بدبلوماسيته بإرثه العربي الاسلامي الحضاري.
و كيف بدبلوماسي يتولى ادارة الاعلام في سفارة المملكة العربية السعودية قدوته أمير شاب من خيرة الامراء و سفير متميز من خيرة السفراء و فريق دبلوماسي يقودة نائب سمو السفير الوزير المفوض محمد العتيق صاحب الخلق النبيل والتواضع الجم ، المتفاني في خدمة الاردنيين وخاصة المعتمرين والحجاج ، جهاز سهودي يعمل بروح الفريق الواحد ، يرفد سمو الامير بكل دقائق الدبلوماسية و السياسة على المستوى المحلي التمثيلي و على مستوي المنطقة و ما يشغل العالم من هواجس و تحديات ، تقف المملكة العربية السعودية و شقيقاتها من الدول العربية سداً منيعاً في وجهة التحديات و محاولات زعزعة منطقتنا العربية و محاولة التدخل في شؤوننا الداخلية .
و نظراً لسعة اطلاع هذا الدبلوماسي الفطن ، فقد اقتبس قولاً للدبلوماسي البريطاني تشارلز كراوفورد والمتخصص في فن كتابة الخطب و كلمات القادة حيث يقول : " إن العمل الدبلوماسي يتطلب مهارات فريدة، تعتمد على المعرفة والانتباه للتفاصيل وضرورة الابتعاد عن التخمين ، وحين سأله أحد الصحفيين : إنك تملك مسيرة مهنية دبلوماسية ممتدة في الخارجية البريطانية، ما هي أهم الدروس المستفادة؟ أجاب : " بالنسبة لي، أهم قاعدة دبلوماسية هي الدقة، لا تفترض ولا تعتمد على التخمين مطلقاً، فإما أنك تعرف أو أنك تُخمِّن، وإذا كنت تُخمن فقدتَ السيطرة ".
مشكلة الدبلوماسية العربية احياناً تضيع بين الافتراضات المتعددة والتخمينات التي لها اول وليس لها اخر ... ومن هنا نفقد السيطرة!!!
ومثال اخر مقتبس " انتقد صحفي للكيان الإسرائيلي أحد الدبلوماسيين العرب حيث قال: " إنكم تكتبون تقاريركم الدبلوماسية معتمدين على الجرائد والصحف ".
وهنا اطرح نفس السؤال على الدبلوماسيين العرب وعلى رأسهم الدبلوماسيين الاردنيين: هل تقاريركم فعلاً تعتمد على الجرائد والصحف؟ اترك المجال لمعالي ايمن الصفدي وزير الخارجية وشؤون المغتربين للإجابة على الشق المتعلق بالدبلوماسيين الاردنيين.
ويتابع الدبلوماسي السعودي القول " بأن الدبلوماسي الفطن والذكي هو من يخلق بينه وبين أي مجتمع يعيش في أوساطه ألفةً ومودةً وجسورًا من التواصل أساسها الاحترام المتبادل، ينقل لهم الجديد في بلده ويطلعهم على أهم التطورات في مختلف جوانب الحياة، يؤكد لهم مواقف دولته في الساحة الدولية دون الاعتراض على مواقفهم، يزود صانع القرار بمعلومات تلامس الواقع وليست معلومات مواقع التواصل الاجتماعي وقصاصات الصحف والجرائد. فصانع القرار لا يريد من السفير او الدبلوماسي أن يخمن أو يظن، يريد المعلومة المؤكدة التي قد يبني عليها موقفاً او يتخذ عليها قراراً سياسياً، فكيف يكون ذلك في حال كان الدبلوماسي يعيش بمعزل صنعه من حوله وبيده.
صدقت يا عبد السلام.. سلام من الله عليك وعلى كل الدبلوماسيين السعوديين، أنك حقيقة تعطي درساً لا بل دروساً في الدبلوماسية وكيف تكون دبلوماسياً ناجحاً ومتميزاً وخير ممثل لبلدك، وكيف تكون قدوة للدبلوماسيين اخوانك سواء في سفارات المملكة العربية السعودية او في السفارات العربية حول العالم.
لقد اصبت يا عبد السلام بدعوتك لزميلك الدبلوماسي وخاصة العربي والمسلم للتعرف على المجتمع الذي أرسل لتمثيل بلده فيه والانخراط والتعرف على مجتمعه، كمطلب رئيس وهام مع معرفة حدوده وعدم تجاوزها او استغلال حصاناته الدبلوماسية، وخاصة عدم التدخل في الشؤون الداخليه للبلد المضيف أو المشاركة في تجمعات يعتبرها النظام السياسي للبلد المضيف تأليباً للشارع ضده. وهنا تقع ساحة الملعب الأساسية للدبلوماسي الفطن الذي يجيد فن التحاور واللعب في أكثر من مركز.
نعم في ظل الثورة المعلوماتية والثورة الصناعية الرابعة والانفتاح على العالم، هذا ما تشهده المملكة العربية السعودية بحكمة وعقلانية، وتدرب دبلوماسيتها ليكونوا القدوة والنموذج السعودي العربي المسلم المنفتح على الاخر، فمن يملك القدرة على جمع المعلومات من مصادر مختلفة ومن ثم تحليلها وإبداء رأيه، يفاوض حين يكون هناك مكان للتفاوض ويصمت حين يكون صمته مطلوبًا. وبالتالي من خلال هذا الفهم الدبلوماسي الفطن تستطيع الدول أن توطد علاقاتها وتعزز نفوذها في التعامل مع الدول الاخرى بما يصب في مصالحها العليا من مبدأ الاحترام المتبادل والمعاملة بالمثل.
ان اعتزاز الدبلوماسي بوزيرة والاستشهاد بأقواله هذا هو الشخصية الكرزماتية التي تخلقها الدبلوماسية السعودي، فالاستشهاد بأقوال لمعالي وزير الدولة للشؤون الخارجية الأستاذ عادل الجبير في محاضرة له في اكاديمية الامارات الدبلوماسية بالقول: " أن أهم شيء بالنسبة للدبلوماسي أن يكون جادًا ومطلعًا ويقوم بتحديث المعلومات بشكل مستمر كما يجب أن يكون مرنًا ولديه بُعد نظر. وهذه دروس غرسها في الدبلوماسي السعودي سمو الامير سعود الفيصل وزير الخارجية الاسبق رحمه الله وسارت وزارة الخارجية السعودية على هذا النهج في تأهيل دبلوماسيها وسفرائها.
فالسلوك المتزن للدبلوماسي والثقافة العالية، إضافة إلى حسن التعامل مع الآخرين والحفاظ على القيم والعادات والتراث ما هي إلا أساسيات يحترم بها الدبلوماسي وتخلق له كاريزما مميزة ينال احترام وتقدير الاخرين. وهذه حقيقة صفات الدبلوماسي السعودي سوآء في الاردن والذي نلمس مه كل تقدير محبة لبلده الثاني الاردن، فكيف لا تكون هكذا السيرة العطرة للدبلوماسيين السعوديين والموظفين السعوديين في سفارة المملكة العربية السعودية ومثلهم الاعلى صاحب السمو السفير الامير خالد بن فيصل بن تركي ال سعود.