الحاجة إلى رؤية حكومية عميقة
د. عادل محمد القطاونة
08-09-2019 04:49 AM
لندن- المملكة المتحدة.
بعيداً عن وجود الأخطاء الفردية وبعضٍ من المزاجية! وبعيداً عن برامج النهضة الوطنية والوعود الحكومية! بعيداً عن المديونية والمحسوبية! يتساءل البعض: لماذا التأخر في اتخاذ القرار الحكومي؟ والإصرار على الحل الفردي؟ لماذا لا نملك من الخيارات والقرارات في أفضل الأوقات؟ ام اننا اعتدنا على ادارة الفزعات؟ لماذا نُكلف المواطن كُل التبعات؟ ونعطيه الشعور بانه بلا انتماءات؟ لماذا لا نعطي المواطن القليل من الإيجابيات؟ ونُشعره بانه جدير بالإشادات؟
مع التطور التكنولوجي والتقدم الفكري، ما زال النهج الحكومي يعيش على انقاض العمل الفردي والأسلوب التقليدي؛ لا يدرك بعض المسؤولين الحكوميين انهم يعملون بشكل جماعي من اجل وطن قوي، وليس التخطيط التناقضي المبني على العالم الافتراضي، دون أساس علمي وتنظيم منهجي!
ان خطاب المبالغة في انتقاد بعض المؤسسات والشخصيات الحكومية لم يكن يوماً مكسباً وطنياً؛ ولكن لغة المجاملة الفارغة لم تكن يوماً الا مخسراً وطنياً !! فالمدرسة الإيجابية تقتضي الواقعية والمنطقية وليس الهلامية والافتراضية !! فالمواطن يبحث عن إنجازات ملموسة لا مقروءة ؛ عن خدمات صحية وتعليمية وافرة لا فاترة؛ عن معلومات وطنية حاضرة لا حائرة؛ عن طروحات اقتصادية منافسة لا بائسة، عن تعيينات قيادية واعدة لا عابرة!!
لقد بات الوضع اليوم بحاجة إلى رؤية حكومية عميقة، فلسفة دقيقة وتغطية فريدة، وفق خطة سليمة وحقائق صريحة؛ لننتقل في مؤسساتنا الحكومية من قوة التصريحات إلى قوة الإنجازات، من الأمنيات إلى الأساسيات، ومن لغة الإستعراضات إلى لغة المعلومات، لتصبح مؤسساتنا الحكومية راسخة بالمسميات ورائدة بالنجاحات.
qatawneh@yahoo.com