مثلي تماما، بدأ مايكل فاردي(1791-1857) حياته العملة ببيع الجرائد، لكنه لم يتلق فيما بعد تعليما أكاديميا مثل جناب حضرتي ....... التعليم الأكاديمي حولني الى طبرة في مجال العلوم والكثير من المجالات الأخرى.... والتعليم الحر علّم فارادي ان يكون مخترعا عبقريا في مجال الكيمياء والكثير من العلوم الأخرى، ولديه حتى الان ثابت يسمى بثابت فارادي في مجال قياس الشحنات الكهربائية.
في أوقات فراغه، اخترع العالم الإنجليزي الكبير مايكل فارادي، اخترع البالون، ومن ذلك الوقت والبالون .... البالون المطاطي الذي تعرفونه.... وفي الوقت الذي التهينا فيه في اللعب بالبالونات التشبه بها، قام علماء العلوج الذي جاؤوا بعد فارادي باختراع المنطاد، الذي كان اول وسيلة سفر للتنقل عبر الفضاء.
ابتكارنا الأساسي في مجال البالونات كانت (سحبة البالونات) التي ما تزال موجودة حتى الان، لكن لم يعد أحد يهتم بها. تتكون سجبة البالونات من قطعتين، ورقة بأرقام مخفية تختار أحدها مقابل قرش (على زماننا) ثم تنقل الى البالونات المرقمة وتحصل على البالون صاحب ذات الرقم.
كان طموحنا-نحن الأطفال-ان نحظى بالبالون رقم (10) وهو البالون الأكبر في السحبة لكن أحدا لم يحظ به، ونظرا لـ(عبقريتنا الفذة) لم نكتشف ان رقم عشرة غير موجود اطلاقا بين الأرقام المختارة في السحبة، وأنه كان المكافأة لصاحب سحبة البالونات، حيث كان يبيعه ان يلعب به (لا فرق) على حساب خيبتنا.
ما يزال ابتكار البالونات يبهر الناس في كل زمان ومكان، وما زال الأولاد يلعبون بها في كل زمان ومكان.... لكن كان لنا ابتكار جديد...لقد حولنا أنفسنا الى بالونات.... بالونات ننفخها باستمرار ...وتستمر تكبر والهواء يتمدد داخلها وتكبر والهراء يتمدد داخلها ونكبر ...حتى تفقع، ولا يتبقى من هذه الحجم الكبير سوى شرحات من النايلون المتجعد.
متى نترك البالونات للأطفال .... ونقيّم أنفسنا بشكل حقيقي، تمهيدا لأن نكبر وننضج بشكل حقيقي؟
متى؟
الدستور