في القلب غصة وفِي العين دمعة ونحن نشاهد ماحصل في إضراب المعلمين، وكيف اشتبك ابن الأجهزة الأمنية التي نقدرها ايما تقدير مع المعلم الذي نجل ونحترم ما يقوم به في مجال التربية والتعليم ... مناظر مزعجة جعلت كل منا يشعر بالالم وبالحسرة، بالاضافة الى شعور بالغضب لإهانة المعلم الذي فضله كبير على كل منا، وشعور بالأسى لما قام به أفراد الأجهزة الأمنية التي دوما هي مصدر اعتزاز وفخر ... كيف يحصل ذلك؟؟ ان يتم وضع الطرفين في مواجهةً بعضهم البعض في حين ان واقع الحال يشير ان عمل كل منهما يكمل عمل الاخر في بناء الوطن والحفاظ عليه فهما وجهان لعملة واحدة ،
لم تنهض اليابان و ماليزيا وسنغافورة وأيرلندا الا بتحسين التعليم ورفع قدر المعلمين. مستحيل ان تكون هيبة الدولة بإهانة المعلم أينما كان فكيف اذا تم ذلك امام اعين الطلاب وبمشاهدات الاطفال والشباب،
ثم ان المطالبه بالحقوق تعد حقا مشروعا
كما لا يجوز المقارنة بين رواتب المعلمين ورواتب شرائح أخرى بالمجتمع لان نتيجة هذه المقارنة تقلل من اهميةً هذه المطالبة المشروعة فكل
شريحة ولها خصوصيتها وكل شريحة بحاجة للإنصاف، فليس من المعقول ان تستمر الأفضلية في المزايا والعلاوات لجهات محددة هي تلك التي تتعامل مع المال مثل وزارة المالية وضريبة الدخل والبنك المركزي ...
فالامن الإنساني والقائم على منظومة مهن تتعلق بحقوق أهمها التعليم والصحة والحماية الاجتماعية بحاجة للإنصاف ، بحاجة ان نعيد المراجعة لياخذ كل ذي حق حقه،
ولنتمكن من النهوض بمجتمعنا فان واجبنا يحتم علينا ان نتعامل مع من يطالب بحق له باحترام شخصه والاعتراف بمكانته ودوره في بناء المجتمع، نرفض التطاول على هذه المهن الانسانية، حقها علينا ان نعترف بفضلها ونؤيد مطالبها ونقول يكفي!
حسن التدبير يكون بالعودة الى الحوار وسماع وجهة نظر المعلمين للوصول الى تفاهمات مقبولة ، فالاعتراف بالخطا فضيلة،
اردننا يستحق منا جميعا ان نكون على قدر هذه المسؤولية ... والله ولي التوفيق.