مازال الطريق الصحراوي يشكل معضلة تعجز عن حلها الحكومات، وهو طريق لا تتجاوز مسافته الثلاثمائة كيلو متر، وهي في عرف الدول مسافة عادية لا تحتاج كل هذه الضجة والتوتر.
العشرات من الضحايا الابرياء ابتلعها هذا الطريق المسمى طريق الموت، وقبل ايام ذهب خمسة أشخاص ضحية طريق الرعب، وقبلهم المرحوم نقيب المعلمين، أي ان هذا الطريق الحيوي والهام بات مثار قلق لكل الأردنيين.
كم من الحكومات مرت على هذا الطريق، وكم من وزراء الأشغال جاؤوا على سدة المسؤولية ولم نسمع منهم غير التصريحات الإعلامية دون تنفيذ على أرض الواقع؟
لم يعد مجالا للسكوت على ما يجري يوميا على الطريق الصحراوي الذي يَتد من العاصمة حتى العقبة، ولا يجوز بأي حال َن الأحوال الإستمرار في الإهمتل مع سقوط المزيد من الضحايا. الحوادث المفجعة والمرعبة.
أشعر باستغراب شديد من الحال الذي وصل إليها هذا الطريق، ويزداد هذا الإستغراب أمام حكومات مازالت عاجزة عن تعبيده وتأهيله.
مساحة الأردن صغيرة بالمقارنة مع بلدان أخرى، ومنذ سنوات والطريق الصحراوي بات يمثل معضلة استعصت على الحل، وأعتقد أن الحكومة التي تعجز عن تزفيت شارع عليها أن ترحل، قبل رحيل المزيز من الأبرياء بسبب تهالك طريق ينتظر منذ سنوات إنقاذه وإنقاذنا.