في الآونة الأخيرة أصبح هناك كم كبير من القرارات الاقتصادية في الأردن والتي تحكم خناقها على رقاب الشباب، فتقطع أنفاسهم... فالعديد من أبواب الرزق التي وجدها الشباب مَنْفَذاً لهم من وحش البطالة الذي بات يُهَدِّدهم، وهَرَباً من هاوية الفقر التي تحاصرهم من جميع الجهات، أُغْلِقَتْ.. فَتَلاشى بصيص الأمل، وانطَفَأَ ذلك النور، فَمَضى الشباب حزيناً... جميعنا نعلم أنَّ تلك الضغوطات إما سَتُوَلِّدْ الإنفجار أَوْ أنَّها سَتَنْتَشِرْ في أجساد الشباب كسرطانٍ خبيث، لِتَقْتُلْ ما تَبَقّى من أرواحهم وأحلامهم.. مما يعني أنهم في آخر مراحل الاستسلام، وكلاهما خطير.
إنَّ أفظع الجرائم التي ترتكب بحق الشباب هي تدمير آمالهم وطموحاتهم، و وَضْع حد لأحلامهم الصادقة... هناك مثل دنمركي يقول: " شباب بلا أحلام كربيع بلا زهور ".
يَشْتَهِر الأردن بأنَّه مجتمع فَتِيّ... فالشباب فيه هي الفئة العمرية الأعلى نسبة... مما يعني أنه لا يجب أن يُتْرَك واقفاً مُتَفرّجاً في الساحات والميادين دون أي إمكانية في التأثير على مركز القرار... دَعوا الشباب يبني... يُقرّر... يُشارك... يحلُم... يُعلِّم... ويتعلَّم... فَهُمْ ثروة وثورة لا يجب أن تُهْمَل كأوراق الخريف، أو أَنْ تُنْسى كوردة في الثلج.
وأنا كَشابة أتَحَدَّث بإسمي وبإسم كل الشباب الطموح وأقول: دَعْني أَحْلُم في وطني... دَعْني أمضي بأحلامي الصادقة فيه... لماذا علي الارتحال إلى أوطان أخرى فَأَفْقِد هويَّتي فيها وأشعر بالضياع؟! لماذا علي أَنْ أكون فرشاة وألوان وبِيَدي أَنْ أكون أنا الفنان فَأَرْسُم لوحة مستقبلي الذي أريد بكامل تفاصيله؟! لماذا لا أكون أنا الكاتب والمؤلف والمخرج والمصور لمشهد الحياة التي ارتجيها؟!
من حَقِّنا نحن الشباب أَنْ نصنع الحياة التي نريد... أَنْ نقرر مصيرنا بأيدينا... وأَنْ ننهض بالأردن نحو المستقبل المنشود بسواعدنا... بإرادتنا... وبعزيمة أهل العزم... فنحن الوطن... ترابه... أرضه وسماؤه.
Gmail: Shahed.Alqady@gmail.com