في احتجاج المعلمين
النائب الدكتور مصلح الطراونة
05-09-2019 12:30 PM
في احتجاج المعلمين : كم يثلج القلب المتصدع بمآسي هذا الوطن أن تتابع ما يقوم به المعلمون الأردنيون من تنسيق لوقفتهم غدا، تمنيت لو أن الوطن كله معلمون.... بحرارتهم الصادقة التي لم تخن الوطن يوما، بصدقهم الذي لم يفتر يوما رغم كل ما بهم من وجع، إن قدر لهذا الوطن أن يقف شامخا فوق جثث الفاسدين فأنا واثق بأن المعلمين هم السبب.
لم يخرجوا عبثا، ولا حبا في الاحتجاج، و لا تغريهم رفاهية التطلب ولا عبثية التمرد، يخرجون لأن رياح السقوط الكلي وصلت لمدارسهم... لحياتهم ، يعلمون تمام العلم أن هشاشة التعليم مؤذنة بخراب العمران، و إرهاصات فساد لن ينتهي ، ليس فيهم انتهازي، ولا عابث، ولا مخرب، من اعتاد على العطاء، لا يعرف رفاهية الانتهاز.
خروجهم غدا هو درس وطنية لم يرد في المنهاج، شكل آخر من التعليم، بيئة أخرى... و إن كان الدرس صعبا و لكنهم مهرة في تدريسه، كما كانوا دوما، رجال بحجم الوطن حقا، غدا يا سادة، سيتعلم أبناؤنا درسا جديدا، لم يرد في المناهج المستوردة، ولا في الحصص المقولة، درس خارج قرارات التعليب، خارج صناديق التبعية و التقليم.
دعوتي لأصحاب القرار، اقيلوا عثرة الوطن بإقالة عثرة المعلمين، ١١٢ مليون ليست بالرقم المهول، في ميزانية عاث فيها الهدر شرقا و غربا، انه رقم لا يشكل ربع الرقم الذي رصد لمشروع بني بالحلم ومات قبل الاستيقاظ، ١١٢ مليون أقل من عشر الفوائد التي يدفعها الأردن لصندوق النقد، اقتطعوها من رواتب الهيئات المستقلة، من آثمان الرفاهيات العبثية التي لا تجلب منفعة ولا تدفع ضرا، أقيلوا عثرتهم ليقفوا شامخين أمام أبنائنا، منتصرين بحقوقهم، فكروا بالتبعات الاجتماعية التي ستتبع عودتهم دون حقوقه.
نهضة هذا الوطن فارغة إن لم ينهض المعلم، خاوية إن بقى المعلم الأردني يستجدي من الحياة كرامة أبنائه بعد العصر، بعمل آخر، خلف مقود تكسي، أو (سدة دكان)، نهضتهم نهضة وطن بلا شك، أقيلوا عثرتهم و أقيلوا عثرة الوطن بهم، فهم أصحاب حق .