اعتقد ان احداً من اطراف الصراع في المنطقة لا يريد تصعيد الحرب الآن ولا في المدى القريب . كل لديه حساباته الخاصة التي تدفعه باتجاه عدم التصعيد .
لا امريكا ولا اسرائيل ولا ايران ووكلاؤها جاهزون للحرب اليوم . ولا حتى في اشهر قادمه. وفي المقدمة أمريكا التي وصلت الى الخليج تقرع طبول الحرب . ولما حصل المحذور بدأت تبحث عن تحالف دولي لحماية أمن السفن في الخليج .
الاداره الامريكيه بعد البداية المبكرة لحملة ترمب الانتخابية غير مستعدة للتصعيد بمعارك واسعه اثناء الحمله الانتخابيه خصوصاً مع تعهد ترمب السابق للناخبين بانه لن يرسل الجنود الامريكيين للحرب خارج البلاد .
أمريكا ايضاً مرتاحة لإطالة الازمة السورية ودوام الحرب في اليمن وكل ما تنويه هو بقاء ايران تحت حصار العقوبات التي تفتك باقتصادها بافتراض ان ايران لن تحرجها بتحرشات تستدعي منها الرد.
ايران مكبلة اليوم بالعقوبات الامريكية وما يمكن ان تحدثه اطالتها من فوضى في جبهتها الداخلية وتقليص قدرتها على تقديم مساعداتها المالية والتسليحية لحليفها حزب الله في لبنان وحليفها الحوثي في اليمن . وهي أعقل من ان تخوض حرباً ضد امريكا تعرف نتائجها سلفاً .
اسرائيل بدورها تدرك ان حرباً مع حزب الله سوف تكون مكلفة اكثر من أي مواجهة مضت . ولا مصلحة لنتنياهو في اشعال حرب قد تنطوي على خسائر اسرائيلية تحول دون وصوله الى رئاسة خامسة في انتخابات تجرى بعد اسبوعين .
بعد الانتخابات الاسرائيلة فازبها من فاز لا حاجة لاسرائيل لتغيير قواعد الاشتباك مع حزب الله طالما ان الاجواء السورية واللبنانية مفتوحة امام الطيران الاسرائيلي لتنفيذ ضرباته الاستباقية للتواجد الايراني في سوريا ولمنع وصول السلاح لحزب الله ، وطالما ان ايران عاجزة عن مساعدة وكلائها بالاموال بسبب العقوبات .
حزب الله يعاني من انهاك ايران مالياً جرّاء العقوبات ، وثمة عقوبات تفرضها أمريكا على الحزب نفسه . مع ادراك عميق من الحزب ان الحرب مع اسرائيل سوف تكلفه وتكلف لبنان خسائر باهضة غير ناسٍ في هذا الصدد ندمه على اشعال حرب عام 2006 .