اسرائيل في مواجهة حزب الله ام لبنان
د. عبدالله صوالحة
03-09-2019 10:56 PM
أصبح مكشوفا للرأي العام في العالم العربي أن المعركة التي يديرها حزب الله ضد اسرائيل لا تقع ضمن سياق الصراع العربي الإسرائيلي وأن التطورات المتعلقة في المواجهة بين الطرفين سواء ما شاهدناه اليومين الأخيرين أو قبلها في حادثة الطائرات المسيرة او تلك المتصلة بالجهود الاستخبارية مرتبطة بشكل رئيسي بالمواجهة التي تقوم اليوم بين ايران واسرائيل , وان حزب الله ما هو الا احد أزرار التحكم في لوحة المفاتيح الإيرانية التي تشغلها حسب الحاجة دونما أي اعتبار لمتغيرات الصراع العربي الإسرائيلي أو مصالح القضية الفلسطينية .
الحقيقة الأصعب من ذلك هي ان الحكومة اللبنانية نفسها تعارض نشاطات حزب الله العسكرية ضد اسرائيل , مع ان لبنان ما زالت نظريا في حالة حرب مع اسرائيل ، مواقف السياسيين اللبنانيين تتهم حسن نصرالله صراحة انه يحاول جر لبنان الى حرب لا لمصلحة وطنية بحتة بل خدمة للمشروع الايراني في المنطقة ، وقد استمعنا الى تصريحات رئيس الوزراء اللبناني السابق فؤاد السنيورة التي قال فيها : ان ما جرى هو تغييب كامل للدولة اللبنانية وحذر من انفراد حزب الله باتخاذ المواقف وتوريط البلد وأضاف : لبنان لا يحتاج الى مخاطر إضافية تأتي عن طريق توريط حزب الله للدولة اللبنانية والشعب اللبناني .
التعريف البسيط للدولة في العلوم السياسية هي القوة المحتكرة والمنظمة وهذا الشرط لا ينطبق على الدولة اللبنانية فسلاح حزب الله هو تقويض لسيادة الدولة اللبنانية ويحولها الى وضع اللادولة حيث لا سيطرة ولا سيادة لها على نشاطات الأفراد والجماعات فيها ، الخوف على لبنان هو ان يتم معاملته من قبل اسرائيل كدولة ذات سيادة مسؤولة عن أفعال مواطنيها وهو ما لا نتمناه ، جهات كثيرة في اسرائيل باتت تدعو في الآونة الأخيرة إلى تحميل لبنان المسؤولية عن نشاطات حزب الله واستهداف كامل لبنان وليس فقط الضاحية الجنوبية كما حدث في حرب تموز 2006.
الحالة اللبنانية للأسف تتكررفي سوريا والعراق واليمن حيث تضيف الجماعات المسلحة الموالية لإيران ازارا اخرى الى لوحة التحكم تلك ، والواقع الذي تأمل إيران بخلقه في المنطقة من خلال إنشاء البؤر المسلحة لا ينجح في ردع اسرائيل عن القيام بهجمات متكررة داخل الاراضي السورية او العراقية ، يفشل حزب الله مرة اخرى في تغيير قواعد الاشتباك والخاسر الاكبر هو لبنان الدولة والجغرافيا والشعب.
لبنان ليس لديه القدرة على تحمل حرب كبرى يجرها عليه حزب الله ، وقرار الذهاب الى معركة شاملة ليس بيد حسن نصرالله الذي لا يستطيع ان يتوقع رد الفعل الاسرائيلي ، وهو ما حدث فعليا في حرب تموز2006 ، اسرائيل تتصرف ضمن اعتبارات استراتيجية أكبر من حسابات نصرالله الضيفة ، والادعاء بأن ما يحدث على الجبهة الشمالية لاسرائيل هو تكتيك لغايات انتخابية يريد نتنياهو متها كسب المزيد من الأصوات هو كلام فارغ لا قيمة له ، فمن يعرف آلية اتخاذ القرارات في اسرائيل يدرك ان الذهاب الى حرب كبرى لا يتقرر في مكتب نتنياهو او على المستوى السياسي فقط ، واخيرا لا نتمنى ان تكون لبنان ساحة لتصفية الحسابات بين ايران واسرائيل .
Mutaz876@gmail.com