اثناء تولي المرحوم اللواء غازي عربيات قيادة الامن العام في الاردن استدعى خبيراً بريطانياً ليقوم بأعداد بحث ودراسة عن الوضع المروري في الاردن والخروج بتوصيات لتحسينه .

وبعد ان امضى هذا الخبير فترة طويلة في الاردن وهو يعمل على ذلك وعندما انهى عمله وعاد الى بلده كتب مقالاً في احدى الصحف البريطانية يصف فيه انطباعاته عن الاردن والاردنيين حيث تحدث بأسهاب عن جمال الاردن ولطف الشعب الاردني وكرمهم واخلاقهم وانهم يقدمون غيرهم على انفسهم عند الدخول الى اي مكان ، وان كل واحد يطلب ممن معه ان يدخلوا امامه احتراماً واجلالاً لهم .

وكل واحد منهم يدعوا الآخر للجلوس في صدر القاعة وافضل مكان فيها واذا دعوا الى وليمة يظهر الكرم الحاتمي عليهم اذ تجد كل منهم يخص جاره بأطاييب الطعام ويقوم بوضعها امامه او بطبقه وبشكل عام كل واحد يقدم غيره على نفسه .

ولكنه اضاف وقال : الا اذا قاد احدهم سيارة حيث تجد انهم يتصرفون على عكس ذلك وتجدهم يتزاحمون على الطريق وكل واحد يريد الاولوية له ويزاحم الآخرين ويريد ان يسبقهم ولو في بضع سنتميترات . وتجد ان المشاحنات والمشاجرات بين سائقي السيارات حلت محل حسن الخلق والتعامل بين الناس وتسمع الشتائم المتبادلة بينهم بل المشاجرات واستخدام العنف وغالباً على اولويات المرور ، وتجد ان كل واحد يعتبر ان الأولوية له وحده وان الطريق هي ملك له وحده وتختفي كل الصفات الجميلة للمواطن الاردني ويصبحون على غير ما هم عليه .

واضاف بقوله ان النظام المروري في كل دول العالم هو اما المسير على الجانب الايمن من الشارع او على الجانب الايسر الا في الاردن فأنهم يتنقلون ما بين الجانبين .

هذا ما قاله الخبير البريطاني في نهاية سبعينيات القرن الماضي فماذا سيقول لو انه لا يزال على قيد الحياة وعاد الى الاردن لمدة يوم واحد عن اوضاع السير عندنا الآن ؟

علماً ان المرحوم اللواء غازي عربيات والذي كان قد استدعى المذكور توفي بتاريخ ١١ / ٤ / ١٩٧٩ بعد عودته من قطر حيث مثل الاردن في مؤتمر لمدراء الشرطة العرب وبحادث سير مؤسف على طريق مطار ماركا عمان