رسالة الى برفسور صهيوني .. يتهكم على العرب !!
د.احمد القطامين
02-11-2009 01:12 AM
عندما يعين احد الصهاينة في وظيفة قيادية رفيعة المستوى ، يخضع لدورة تأهيلية تنظمها جامعة تل ابيب ويحاضر فيها البرفسور دان شفيطان، احد اساتذة الجامعة ، وتشير وسائل الاعلام الاسرائيلية الى ان كافة القادة الاسرائيليين مدنيين اوعسكريين لا بد ان يخضعوا لدورة واحدة او اكثر تحت عنوان " نظرية الامن الاسرائيلية" ضمن برنامج يسمى "برنامج تأهيل القادة"، يحاضر فيها البرفسور شفيطان.
شفيطان هذا شخصص متطرف جدا وعنصري الى اقصى درجات التطرف والعنصرية.. فعادة ما يبدأ محاضراته لهولاء القادة بالقول " عندما ترسل اسرائيل قمرا صناعيا الى الفضاء يخترع العرب نوعا جديدا من سلطة الحمص.."، ويردد على مسامعهم في بداية كل محاضرة عبارات مسيئة للعرب مثل " ان العرب اكبر فشل حدث في تاريخ الجنس البشري" ، و" لا يوجد شعب في التاريخ اكثر جنونا من الفلسطينيين" ، ويردد في العديد من محاضراته ايضا ان "الحرب بين العراق وايران كانت سبع سنوات من المتعة الخالصة، وكم تمنينا الا تنتهي ابدا".
هذه هي اسرائيل، وهذه خلاصة العقول الاكاديمية فيها ، نحن نفهم ان وظيفة الاكاديمي هي البحث الدائم عن الحقيقة واثباتها باستخدام المنهج العلمي اللائق دون تطرف او مبالغة، بل استخدام منهج يعتمد الطرح العلمي المتوازن للوصول الى الحقيقة باوضح صورها وتوظيفها ايجابيا لحل المشاكل التي تواجه المجتمعات البشرية.
انه لمفجع تماما ان يتطوع اكاديمي يفترض انه اكاديمي بارز في هذه الدولة ما دام هو الشخص الذي يقوم بعملية تأهيل القيادات فيها، يتطوع بالتعبير عن مستوى الحقد الاعمى والعنصرية الفاجعة ضد امة اخرى كانت لها مساهمات تاريخية هامة في مجرى التاريخ.. رغم مرورها بمراحل صعبة من عدم القدرة على تنظيم نفسها بسبب اسرائيل اولا وظروف السيطرة المدعومة من اسرائيل وقوى عالمية ذات نفوذ كبير في هذا العصر.
وهنا اوجه كلامي الى البرفسور شفيطان واقول له ، انت تعلم ان الامم الفاعلة قي التاريخ كالامة العربية اذا تغلبت عناصر ضعفها على عناصر قوتها بسبب ظروف موضوعية خارجة عن ارادتها في مرحلة ما فإنها ستضعف بالتأكيد.. لكنها - كما تعلم – لا تستسلم ابدا ، ولك ان تأخذ عبرة من التاريخ اذا كنت قادرا فعلا على دراسة الظواهر التاريخية بالعمق الفلسفي والتاريخي المطلوب.
ان دراسة كهذه اذا تمكنت من انجازها ستبين لك ان الامم الفاشلة لا تستطيع ان تنجز تحت اية ظروف، لأنها باختصار لا تمتلك العناصر المطلوب للإنجاز. وان الامم الفاشلة لا بد ان تتصف بالدموية وارتكاب جرائم ضد الانسانية وجرائم حرب كتلك التي ارتكبتها امتك ببرودة دم في غزة .. منطقيا، اليس هذا هو الفشل بعينه ؟!!
دعني اسألك، وارجو ان يتسع صدرك الضيق لهذا السؤال: تخيل ان العرب تمكنوا من التخلص من واقعهم السياسي والاجتماعي والاقتصادي الخطير الذي يعيشون تحت وطأته – وهذا ممكن كما تعلم -.. وتخيل انهم تمكنوا من تنظيم انفسهم ومجتمعاتهم على اسس علمية حديثة – وهذا ممكن ايضا -.. عندها ماذا سيحدث؟ سيحتشد العالم بحكم مصالحه خلف هذه الامة وسيكون بمقدورها ان تحشد كل قوى العالم الفاعلة ضد دولتك المتهمة اصلا بارتكاب جرائم حرب وجرائم فظيعة ضد الانسانية.
عندها سيتحول اللوبي الصهيوني الداعم لك ولدولتك العنصرية في كل مكان الى لوبي عربي يعمل لصالح العرب الذين وصفتهم بأنهم يشكلون اكبر فشل انساني عبر التاريخ ، واعتقادي عندها انك ودولتك ستصبحان فشلا انسانيا فريدا لم يعرفه التاريخ من قبل ، عندها – بذمتك - كم اسبوعا سيكون بمقدور دولتك الاستمرار في الحياة.. والى اي مدى ستتاح لك ولامثالك الفرصة لامتلاك منابر علمية تنفث من خلالها حقدك العنصري الاسود على العرب.
هنا اود ان اسدى اليك نصيحة اكاديمية المحتوى وسؤال علمي المغزى:
النصيحة: ان تعود الى كتبك وادواتك الاكاديمية وتستعيد عقلية البرفسور العالم وليس البرفسور البهلوان.
اما السؤال: بعد كل ما سمعت، ما رأيك : "من هو الاكثر فشلا ؟ البرفسور العاجز عن ممارسة مهنته الاكاديمية بأمانة، ام العرب وهم في تلك الظروف الصعبة ؟
اعتقد ان اجابتك بموضوعية على هذا السؤال قد تساعدك في استعادة توازنك العلمي والاكاديمي المفقود.. عندها سنتمنى لك التوفيق.. لانك ستكون قد تمكنت من التحول من مهرج الى عالم يستخدم علمه ومهاراته الاكاديمية بايجابية ويوظفها في ايجاد حلول ناجعة لمشاكل البشرية..
التوقيع: البرفسور احمد القطامين
qatamin8@hotmail.com