الآن.. عين الوقت، الحاضر.
عند أهل اللغة بالعربية الأصل أوان، حذفت الألف الاولى وقلبت الواو بالألف فصار «آن» ولم يجيء استعماله دون الالف واللام بمعنى الحاضر.
في العاميات العريية «عين الوقت» عند المغاربة «دابا « والمصريين «دلوقتي»، والشام والمدن المشرقية «هلأ «، والعراق وبادية الشام «هسى» والجزيرة العربية «هالحين» وعند الغزازوة «هالقيت «.
في الحكمة، هي نهاية الماضي وبداية المستقبل، به ينفصل أحدهما عن الآخر، فهو فاصل بينهما بهذا الاعتبار، وواصل باعتبار أنه حد مشترك بين الماضي والمستقبل، به يتصل أحدهما بالاخر فنسبة الآن الى الزمن كنسبة النقطة الى خط غير متناهٍ من الجانبين، فكما أنه لا نقطة فيه عندهم الا بالغرض، فكذلك لا آن في الزمان وإلا لكان في الحركة جزء لا يتجزأ، وبهذا لا يمكن تعيين الآن.
فلو قلنا الآن لمجرد النطق يلحق بالماضي وتستمر الصيرورة، لا يمكن التعيين بين ما ولى وما سيأتي الا بالوعي، والإدراك متصل بوجود، لذلك أقول، أنا الآن والآن أنا.
الدستور