الكتابة عن شخصية بحجم وشعبية الامير زيد بن شاكر ليست سهلة، غير ان مذكراته التى نشرتها ارملته السيدة نوزاد الساطي في جريدة الشرق الاوسط دفعتني ومن باب الحرص الوطني لاجراء قراءة نقدية فيما نشر على ان اجرى قراءة اخرى للكتاب كاملا بعد الاشهار.

بداية يجب الاقرار ان السيدة نوزاد ليست محترفة «كتابة» وبخاصة «المذكرات»، والتى هي فن صعب من فنون الكتابة التاريخية والتوثيقية، وهو ما يدفعني للاعتقاد انها قدمت ما لديها من معلومات ووثائق لكاتب او اكثر يفترض انهم من «المحترفين» لتولى مهمة «كتابة المذكرات» وهو ما يعني اعفاء السيدة نوزاد سلفا من اي «عور موضوعي» او انتقاد قاسي سياسي او معلوماتي او اسلوبي للمذكرات.

أبدأ من الشكل وتحديدا العنوان «من السلاح الى الانفتاح» لم افهم ما معنى الانفتاح في العنوان خاصة ان ما «نشر» لم يتحدث بالمطلق عن حياة الامير زيد السياسية، وهي تجربة مهمة للغاية كما لم يتم فيما نشر ابراز طبيعة هذا الانفتاح، اما المسألة الثانية فتتعلق نشر ست حلقات من المذكرات في الشرق الاوسط قبل اشهار الكتاب ومناقشته في عمان.

في المحتوى يمكن القول ان المذكرات لم تقدم للسياسي المحترف او الباحث او حتى المثقف اية معلومات جديدة، والمفاجاة ان جل ما نشر في الحلقات الست سبق نشره، ففي الحلقات الخاصة بحرب عام 1967 وهما حلقتان سبق لمحمد حسنين هيكل ان كشف عن جزء كبير منها اما في مقالاته او كتبه او برنامجه على قناة الجزيرة، للدرجة التى اوقعت من حرر المذكرات في «مصيدة» الاستشهاد عدة مرات بهيكل وكأنه هو صاحب المذكرات وليس الشريف زيد دون ان يشعر بذلك وهذا خطأ فادح له دلالات مهنية كبيرة وعميقة.

اما ما لفت انتباهي بقسوة فكان «الحلقتان المتعلقتان» باحداث ايلول، وحقيقة لا اعلم لماذا تم اقحام هذا الفصل من التاريخ «الاسود» في مذكرات «الشريف زيد»، والذي كاد من حرره او كتبه ان يلصق «ايلول واحداثه» بالشريف وتاريخه، وللموضوعية فان «ايلول» تاريخ لا نستطيع تجاهله ولكننا لسنا مضطرين الى اعادة نبشه بعد ان عانينا ما عانينا من ثقل تلك التجربة المريرة، وبخاصة ان عناوين الحلقتين الخاصتين بأيلول لا يمكن الا اعتبارهما نبشا جديدا لأيلول آخر.

ننتظر اشهار الكتاب كاملا في الاسبوع القادم واتمنى ان يكون محتواه افضل مما اجتهدت بنشره جريدة الشرق الاوسط..
الرأي
Rajatalab5@gmail.com