نعم انها الكارثة استاذنا العموش
د. عدنان سعد الزعبي
31-08-2019 08:56 PM
سؤال الالم والفجيعة الذي طرحه الدكتور بسام العموش سؤال طرح سابقا وطرحه شمعون بيرتس عام 1967 عندما كان وزيرا للدفاع الاسرائيلي بحكومة جولدمائير عندما وقفت على تلال جبال نابلس متوجهة نحو الجنوب وقالت "اني
اشتم رائحة اهلي في خيبر ) وقال عندها بيرتس " خطأنا اننا لم ننسف المسجد وقبة الصخرى ".
ولعل طرح الدكتور العموش لموقف الجميع مما سيفعلوه لو لا سمح الله فعلها الصهاينة ودمروا المسجد الاقصى وعملوا على انهياره !.
ولعل الجواب على ذلك هو الحالة الشعورية التي انتابتنا حال تخيل الامر فنحن هنا امام استجابات طبيعية يفرضها علينا الدين والقومية والصراع مع اسرائيل وكرامة التحدي التي فرضتها طبيعة العربي المسلم . , فواجب المسلم والعربي والنخوة العربية أن ينهض الناس لنصرة الرموز الدينية فكيف اذا كان الامر بالمسجد والقبة ـ وما تمثلانه من ثوابت للدعوة الاسلامية ومعراج الرسول والصلاة بالانبياء وقصص التآخي والتعاون بين عباد الرحمن في الارض . ولكن ما نوع هذه النصرة هل هي بالصراخ والمظاهرات والكلام والاعلام والتعبئة النفسية , ام بسلوكيات متوازية اساسها التعبئة الشاملة بين الناس والحكومات والقادة والجيوش بحيث يظهر العرب والمسلمون ككتلة واحدة تخطط لشيء قادم لا يستثني منهم احد وتخطط وتعمل جازمة لعمل تندم عليه الصهيونية , يفتدى بالمهج والارواح ويعد له المال والنار ويزرع بالارادة والتصميم . , فرمزية المسجد والقبة اكبر من مجرد بناء حجري بني في عهد عبدالملك بن من مروان بمقدار ماهو رمزية تمثل ايمان المسلم وعمق الانسان العربي وتاريخ ملتصق مع شعوب هذه المنطقة المقدسة .
بالطبع استاذنا العزيز د العموش لن يقول الناس كما قال عبدالمطلب لابره الحبشي , ولن يرسل الله طيرا ابابيل بل سيكون امتحان صعب لكل مسلم وعربي على ارض المعمورة وسيكون لهيجان الناس قيمة تحفيزية تكشف الكثير من المتخاذلين الذين يفضلون مطامعهم الشخصية وتفكيرهم الضيق على القيم العليا للمصالح الاسلامية والعربية التي ستنصهر في بوتقة واحدة . سيبدأ صرع اللوم والتكتل واضحا وظاهرا في سلوك العرب والمسلمين وسيظهر انزواء بعض الدول وتطرف بعض الدول لكن الناس ستفرز تطرفا كبيرا ليس محددا بمنطقتنا بمقدار ما سيغطي العالم وستبدأ مع حالة عنف هي اشد وافضع من اي عنف مرت بها البشرية وسيحاسب كل من تخاذل عن نصرة المقدسات وستظهر دول تتصدر المشهد الاسلامي وأخرى المشهد العربي وستكون هناك تحالفات تخلق توترا واضحا في المنطقة تنعكس بطبيعة الحال على كرتنا الارضية وسنجد التكتلات والتحالفات الدولية اكثر وضوحا وبروزا وعدوانية , وستكون اسرائيل هي العدو الدائم والمستهدف في عقيدة كل التحالفات الجديدة .
المواطن يمكن ان لا يكون بيده شيء لفعله لكنه سيكون المحرك والمعزز لقيام ردود فعل عامة ,فالمظاهرة تعبير ساخط والحكومات لا بد من الاستجابه والقادة عليهم التحرك وإلا ذهبوا مع الريح , فالتصفيات عندها تصبح شرعية ـوالتخاذل مرفوض ولن يقبل الناس باقل من تهديدات عملية وتحركات واضحه ترضي الناس وتقنعهم , ولن تجد ارض فلسطين في الاراضي المحتلة بأقل من لهيب نار مشتعلة تصيب وتهدد كل اسرائيلي وتتحول فلسطين باكملها الى ثكنة عسكرية كل يدافع عن حياته اسرائيليين وعرب حيث تكثر الاغنيالات والانتحارات والتصفيات .
المسألة استاذنا الفاصل لا يمكن حصرها بمجرد سؤال ماذا سيفعل الجميع , فالجميع هنا تشمل العالم حتى الغربي الذي عانا ويعاني من الارهاب ووقف امام امريكا واسرائيل بنقل السفارة الى القدس . ولن نسقط واقعنا الحالي معاناة الناس على ضعف الناس لا سمح الله بسرعة ردة الفعل , فهذا شيء , وما تطرحة شيء كبير آخر.