اذا صحت الانباء التي وردت حول الملاسنة التي حدثت بين امين عام جامعة الدول العربية عمرو موسى والوزير الاسرائيلي شمعون بيريز: فأعتقد ان الاسرائيليين باتوا يشعرون بعزلة قل نظيرها حين تحول اصدقاؤهم وحلفاؤهم الى مواقع الناقدين لسياساتهم والمستهجنين لكذبهم وصلفهم مع الفلسطينيين.اعجبني المثل المصري الذي استفز بيريز ودفعه للانسحاب حين سمعه من عمرو موسى في اجتماعهما الاخير في المنتدى الاقتصادي العالمي بمنطقة البحر الميت "اسمع كلامك اصدقك.. اشوف امورك استعجب"،، وهو مثل يجسد ما وصلت اليه عملية السلام الاسرائيلية العربية سواء تلك الموقعة مع الفلسطينيين او تلك التي وقعت فيما بعد مع الاردن عام 1994.
ينبغي ان يدرك الاسرائيليون الآن وبعد مضي ثلاثة عشر عاماً على توقيع اتفاقيات السلام انهم اصبحوا مكشوفين امام العالم وامام العرب على اقل تقدير وانهم باتوا يعرفون بناقضي العهود والوعود ، فعلى مدى تلك السنوات المنصرمة كان الشعبان الاردني والفلسطيني يطمحان لاقامة علاقة سلام مع الاسرائيليين ، "دولة تحترم دولة" غير ان الواقع اختلف كثيراً عن الوعود ، وباتت عملية السلام مضمخة بالدماء الزكية للشهداء الفلسطينيين ومشوهة بالاكاذيب الاسرائيلية التي قُطعت للاردن ، الذي كان يأمل ان تدر عليه هذه الاتفاقية العسل واللبن: فاذا هي تنقلب الى مجرد وريقات خادعة كاذبة لم تجلب للشعب الاردني سوى الدمار والاحباط ، ولم تجلب للفلسطينيين سوى القتل والاسر والقصف والاجتياح الذي تمارسه الآلة الاسرائيلية في وضح النهار بكل وقاحة وصلف.
لو كانت هنالك ذرة عقل لدى القيادات الاسرائيلية لأدركت ان الكلمة التي القاها جلالة الملك امام الكونغرس الاميركي في السابع من شباط الماضي وانتقد فيها اسرائيل ، كانت بمثابة التحذير الاخير لهذا الكيان الذي تزداد عليه العزلة يوماً بعد يوم.
فقد سبق لجلالته ان حذر من ضياع الفرصة الذهبية لتحريك عجلة السلام واقامة الدولة الفلسطينية حين قال امام الكونغرس "ان فرص تحقيق السلام في تضاؤل وان الجهود الراهنة ربما تكون الفرصة الاخيرة لاحلال السلام في الشرق الاوسط".
اذن.. لن يضير العرب انسحاب بيريز غاضباً من الكلام الذي سمعه من عمرو موسى ولن يسلم العرب بالمقولة الاسرائيلية بان حركة حماس حركة ارهابية ، وسنظل نؤكد بأن هذه الحركة حركة مقاومة مشروعة للشعب الفلسطيني بحكم ان الطرف الاخر لا يريد السلام ، وان الارض الفلسطينية التي تروى كل يوم بدماء الشهداء الفلسطينيين جراء القصف الاسرائيلي الغاشم ، تؤكد بأن اسرائيل لا تريد سلاماً حقيقياً مع الفلسطينيين والعرب ، وانما تريد ممارسة هواياتها وطباعها المعروفة منذ فجر التاريخ.. الكذب والتسويف.
وللحديث بقية.
hashem7002@yahoo.com