إستعمار الخوف وإدارة الدول .. !!
صالح الراشد
31-08-2019 02:10 AM
صنع العالم العديد من الحروب بعد أن شعرت الدول الكبرى بزيادة خسائرها في الحروب التقليدية، والتي ترتد على إقتصادها وحالتها الإجتماعية ، لذا لجأت الى الحروب بالوكالة والإقتصادية، لكن لتلك الحروب أعراض جانبية بصناعة منافسين جدد إقتصادياً أو دمار الثروات في حال الحرب بالوكالة، وحاول العالم كعادته بالبحث عن حروب غير تقليديه تُمكنه من السيطرة المطلقة على الدول التي يستهدفها.
لم يطل الانتظار في ظل انتشار التكنولوجيا الحديثة وصناعته لإعلام خاص، ليوصلا رسالته الى المجتمعات والحكومات، والأخيرة وجدت أن الحرب الجديدة تناسبها للبقاء على سدة الحكم، والحرب الجديدة تشكل مرحلة متقدمة من الإرهاب وهي حرب الخوف، وهذه الحرب ترتكز على جعل المجتمعات تخشى من الواقع والمجهول، وعندها تضيع المجتمعات بين الحاضر الأليم والمستقبل الضبابي، كونها لا تعرف حجم مخاوفها وتدرك ان الأسباب متزايدة.
وحتى تجيد الدول العظمى السيطرة على العالم صنعت نقاط ساخنة في شتي المناطق وغذتها بطريقة سرية، ففي الشرق الأوسط الغني بالثروات وذو الموقع الجغرافي الهام، صنعت الكيان الصهيوني وما يشكله من خوف لدول الجوار، كونه كيان غير منضبط وتتضارب تصريحات مسؤوليه، كما صنعت إيران وساهمت في صمتها عنها بنشر أذرعها في غالبية دول المنطقة، ولم تكتفي الدول العظمي بهذه الصناعات، فروجت للرعب الروسي الراغب في السيطرة على القرار الأوروبي بالتحكم بمصادر الطاقة، ليحدث الانشقاق بين الدول الأوروبية تحت شعار الخوف من القادم.
وحتى في شرق آسيا تم الترويج للتنين الصيني على أنه الخطر الأكبر على الدول الصناعية، لتضع بدورها عراقيل أمام هذه التجارة، ولم يتوقف الأمر عند ذلك فتم الزج بالدين والقبلية في صناعة الخوف في شتى الدول العربية مستغلين مواقع التواصل الاجتماعي ومجموعة القنوات الفضائية المشبوهة، وللحق نجحوا في هذا الأمر حتى أصبح الخوف ينتشر بين الشعوب كالإنفلونزا، والتقط الزعماء النوع الجديد للحروب، فأصبحت الحكومات تنشر الخوف بين شعوبها، لرفض التغير وإبقاء الحال كما هو حتى يستمر الفاسدون بالسيطرة على أرزاق البلاد والعباد، وانتشرت مقولة "اللي بتعرفه أحسن من اللي بتعرفوش"، وهنا فقد أصبح الخوف يجتاح النفوس من المستقبل لتخنع الدول ومثلها الشعوب، ولن يعرفوا المعني الهام لمقولة " اذا وجدت منظر مخيف فانظر اليه، لأن الخوف الذي سيعشعش في داخلك اذا تجاهلته سيكون مخيفاً بمئات المرات"، وهذا هو الحل الوحيد للخلاص من مرض الخوف.