أديب العربية وعِمادمِن عُمد العربية نِتاج حِقبة من الدهر لن يعود بِمثلها أو مثاله الزمان ,كان إماما في اللغة واللسان من حرف ونحو وبيان وفيه يقول خليل السكاكيني :انه معجم لسان العرب يمشي على قدمين . هكذا كتب عنه أكرم زعيتر في عام 1969م.
كان اسعاف في أثناء الحرب العالمية الاؤلى أستاذاً للغة العربية في المدرسة الصلاحية في القدس وسميت باسم صلاح الدين الايوبي وكان يقوم على ادارتها الاستاذ رستم حيدر الذي كان انتماءه الى جمعية العربية الفتاه وكان اسعاف مختبئاً لئلا ينتظم في سلك الجندية العثمانية ولكن رستم حيدر اخرجه وعينه استاذا في الصلاحية زميلاً لعبد العزيز شاويش. وفي خريف عام 1918 م احتل الانكليز القدس وانقضى عهد الصلاحية وعين الحاكم العسكري اسعاف مدير للمدرسة الرشيدية .وما لبث اسعاف حيناً حتى عين مفتشاً للغة العربية في معارف فلسطين ,
ومن مذكرات أكرم زعيتر في حفل تأبين الحسين بن علي قال : واذكر ذات ليلة ونحن نتسامر في قصر اسعاف وكانت فلسطين تستعد للأحتفال بأربعين الحسين بن علي أبو الثورة العربية ودعي فيها اعلام الشعر والسياسة ابرق شوقي الى اسعاف ينبئه بأن قصيدته في رثاء الحسين في طريقها اليه ويرجوه أن يتلوها في الحفل وجاءت القصيدة واشهد انها ابلغ ما قيل في الرثاء وكان الاحتفال بتأبين الحسين بن علي في ساحة كلية روضة المعارف في القدس وتبارى الشعراء في تمجيد الراحل ولكن الصوت الذي دوى في الحفل وهز المشاعر كان صوت اسعاف يتلو قصيدة شوقي :لك في الارض والسماء مآتم
قام فيها ابو الملائك هاشم
قعد الآل للعزاء وقامت
باكيات على الحسين الفواطم
ومما رواه شوقي لاسعاف وبمناسبة تأبين الحسين انه كان يستقل الباخرة الى اوروبا ولقى بها فيصل بن الحسين ملك العراق فدهش له وقال فيصل لشوقي : مصر نور الشرق وشوقي نور مصر وهنا قال اسعاف : كيف التقى البحران في السفينة في البحر!.
وقضى شوقي الى رحمة الله صديق اسعاف وحرص ادباء فلسطين على أن يقيموا اربعينية تأبين لشوقي ودعي اسعاف الى حفلات تقام في القدس ونابلس وحيفا فآثر ان يخطب في نابلس وأن يبعث بخطبته الى الحفلين الاخيريين لتلقى فيهما وكانت المفاجاة حين نهض اسعاف لالقاء كلمته ان صرخ:الا ليعلم جميع العقلاء في الاقاليم العربية كافة ان روح شوقي هربت من القاهرة في اليوم الرابع واليوم الخامس من كانون الاول عام 1933 مضطربة متألمة لافراط القوم في الاساءة اليها .كما خطب اسعاف في الزهراء في مصر تحت عنوان أسطول اسعاف النشاشيبي وطبعها واهداها الى اصدقائه بعدها بعث له أمين الريحاني برسالة يقول : بحر احبار العربية حياه الله ..النافخ في الصور ,الضارب بالطبول المنهض المحرض المثير الصبور حياه الله بحر البلاغة الزاخر وافق المعاني الباهر ومرج البيان الساحر حياه الله ان بيانه لاعصار فيه نار وانه لسماء تتلألأ بالانوار الى ان يقول ان لندائك صوتاً بعيد الصدى والقرار وان بيانك لجدير باكليل من الغار وبتهاليل الاحرار وبصلوات الابرار .
أما صديقه احمد حسن الزيات قال فيه : فيه غداة وفاته "إن النشاشيبي كان خاتم طبقة من الادباء واللغويين المحققين لا يستطيع الزمن الحاضر بطبيعته وثقافته ان يجود بمثله فمن حق المحافظين على الثرات الكريم والمعتزين بالماضي العظيم أن يطيلوا البكاء على فقده وأن يرثوا لحال العروبة والعربية من بعده .
ويقول أكرم زعيتر وبينما كنت اطوف في المهاجر الامريكية تلقيت رسالة من صديق ينعى فيها اسعاف ويقول ولقد سمعه عُواده يصرخ ليلة فاته :لعنة الله عليك يا ترومان وكان همي حين عدت الى مصر ان ابحث عن اصول كتابه الامة العربية فلم اهتد الا الى بعض دفاتر ومسودات ومختارات بخط يده واهديتها الى متحف الجامعة الاردنية في عمان.
أما حان الوقت لتمجيد هذا الكاتب العربي ببعض هذه الدفاتر والمسودات التي اودعها المرحوم اكرم زعيتر في عرين الجامعة الاردنية لنشرها بكتاب تمجيدا وتقديرا له هذه رسالة الى الجامعة الاردنية لعلها تصل ونحفظ بعض ما بقي دون نشر .
أما من المصنفات التي كتبها والتي تخص الاردن
الضفة الشرقية (الاردن)والاردن نهر العطاء ,وغيرها الكثير .