وطني زي امي كفانا و شال عناد. محمد كامل القرعان
30-08-2019 02:29 PM
ما الك يا امي كبرتي وصرت ختيارة ، حتى الوطن كبر من كبرك ، وشال من شيلك (حمل) ، قدر عليكم الزمن ، وأخذ منكم قوتكم وشبابكم ، حتى امي بطلت تقدر تقوم وتقعد الا بعكازة ، لا والله ما هو تشاؤوم ولا احباط ، بس حقائق عايشينها وبننحكي فيها ، ما انتي يا امي كنتي تشيلي زي الوطن ، سطل المي من على راسك ، دون سيارة وتمشي فيه مسافة طويلة ، وما تتعبي ، كنت يا امي زي الوطن تزرعي وتحصدي وما تبيني النا انك هلكانه، مانا يا امي ، عجزتي ، هيك الزمن عمل فيكي ست كبيرة وهرمانه زي وطني أصبح حمله كبير ، طيب وينك يا امي زمن رعاية الغنم والسقاية، خلص يا امي ما رح تقدري ترجعي صغيرة وصبيانه ، خلص يا امي ولا رح تقدري تشطفي ، ولا حتى درج الدار ، والحوش ، وتكنسي على باب الحارة ، والله يا امي انا ما متصورك هيك زي وطني كبرانه ووجعانه ، وجعكم واحد والمك واحد ، بتعرفي يا وطني ويا امي وانا بكتب بهالعبارة ، والله دموعي على خدي شراره وقلبي ماكلني عليكم حسرة وندامة ، اه يا غالية يا عيوني شو محتارة زي وطني وبشوف بعيونك الآهات والحيرة ، و قديش يا حبيبتي تعبتي وشقيتي مثل وطني ، وانتي تركضي ورانا بالحارة ، ما يهدالك بال يا امي الا وتلمينا من اللعب ونتحمم ، ونتعشى ونام زي الصيصان بجنبك ، وكنتي تغطينا ، ودفينا زي وطنا ،كنتي تخافي علينا كثير زي وطنا ،ما احلاكي يا ست الدنيا امي ، وبس نصحى الصبح يا امي نلقاكي مجهزة الفطور وبريق الشاي بستنى بكاساته ، ما كانت تروح عليكي نومه يا قلبي ، لانك ما تابعتي مسلسلات وافلام ومشيتي وراهم ، وما كان شاغلك الواتس ، ولا تحبي الاكل الجاهز (ديلفري) ولا السوالف الكثيرة ، كان همك احنا ومدارسنا والسندويسه ونلابسنا وهمك الكبير تربي أجيال لوطنا ، بتحبي كلشي صحي ومن شغلك ايديكي يا عيوني ، ويا ويله اللي كان نحونا بالحارة يصوب سنارة ، كانت امي تلومه ، وتجعل منه عبرة وسولافه ، شو بدي احكي يا امي وشو بدي اقول لوطنا واتعذر منه ، كنا ندرس ونلعب بالحارة ، لكن قبل المغرب على الدار ما فيه تراخي وسيابه ، والأكل والشرب والنوم وفتحة الثلاجة كان كله بنظام وعلى وقته بدقه وحلاوة ، علمتينا كيف نحترم عمنا ،وخالنا ،وخالتنا وعمتنا ، والكبار وزلم ونسوان الحارة ، كنا نبوس أيديهم في العيد ، وعلمتينا كيف نحب وطنا ،هيك كان الاحترام ،مش سيجاره وارقيله ومياصة وقلة ادب ومياصة ، مش كان التطور يدخن ارقيله البنت قدام خالها ابوها وامها بحجة الزمن تغير وصار حكاية ، لا انتم كبرتم على حالكم حتى انمسخ منكم الهيبة ، وصارت الشغلة قلة احترام ، متحججين قال بالحرية واعطاء الولد راحته والبنت حريته الغلط ، لكن مش هيك القصة يا وطني القصة اكبر من هيك هينا الان نحصد أثرها ، صارت كلها قلت فهم وطواسة ، شايفه يا امي كيف صارت الدنيا بدون اخلاق وكلها قلة ادب وخيانة واكل لوطنا ، لكن خليني افضفض شوي بلكي سمعوني يا امي اصحاب العمارة والجيران وسامعين الصوت على قولت جارتنا ام محمود ، يا اهلي يا ربعي وين راحو ،كثير يا امي علمتينا والان بطل حدى يعرف شو قيمة الأم وشو بركاتها زي قيمة الوطن وحبه ، وهي تحمل على رأسها سلة الخبز ، ولوازم الاكل، والشرب وباقي الاكياس بيدها اليمنى والشمالية وهي عرقانه كثير عرق وطنا علينا خلينا نعرق عشانه شوي ، ليش يا امي وصلت لهون الحكاية ، بدهمش ايانا نحب بلدنا ، ما احنا كنا صغار وكنا ننام بجنبكي وتقضي اشغالك بخفة ولطافة حتى ما تزعجي نيامك وهيك كان بلدنا حامينا مدفينا ما يستاهل الان ندفيه ونضمه ، والله ياامي اقسينا عليكي زي ما اقسينا على بلدنا ، وما كنا قد الحمل والرعاية ، بعدنا كثير عنك مسافات ،حتى أن قلتي اخ ما نسمعك ، ونتوجعتي زي وطنا ما بشيلك حد ، شكلها يامه هيك اربحنا ، لكن والله غلاتك جوى القلب بتحوس ، وصورتك على شبكات العين مرصوعة ، لكن هذا الاشي ما بكفي بدها شوية (شم) لكن خسران كثير وخايب كثير وعاطل ، من بعد عن كدرتك ، وكندرة وطنا ، وخسر كثير من ادرك أمه ، وما قام بواجبك ودخل فيكي الجنة ، أن شاء الله يا امي أن نكون من الرابحين، ولو بشيء يسير من رضاكي ، بديش أطول عليكي يا غالية وقلبي وروحي انتي ، بلكي انام اشوي وأخذ غفوة ،وارجع واللاقي امي ووطني صبيان ومرتاحين زي البقية بصريح العبارة وطني زي امي |
الاسم : * | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : * |
بقي لك 500 حرف
|
رمز التحقق : |
تحديث الرمز
أكتب الرمز :
|
برمجة واستضافة