من واجبنا أن « نتحسس» رؤوسنا
حسين الرواشدة
30-08-2019 02:11 AM
1 - يا الهي، كيف يمكن لشرعية الحكم ان تظل واقفة وقد انتصبت شرعية الدم؟ كيف يمكن للانظمة ان تنام في السلطة، والشعوب تمضي بلا خوف نحو المقصلة؟ كيف يمكن للحرية التي غابت طيلة هذه العقود ان تخرج من المقبرة فيضحي من اجلها الناس بأرواحهم الغالية؟.
2 - لا امل في اية نهضة او حركة تنوير او مشروع تنمية الا اذا عاد المجتمع الى رحمه الاول،حيث الرحمة هي الاساس وحيث العدل و التراحم والتعايش ووقف دعوات التكفير والاخراج عن الملة،وسوء الظن هي المفاصل الاساسية للبناء والاخاء.
3 - نجحت السلطة في عالمنا العربي في استقطاب ممثلي «الضمير العام» اليها، فأصبحوا ناطقين باسمها لا باسم المجتمع، وبالتالي فوّتت على «الدولة» فرصة مساهمتهم في بناء مجتمع قوي مقابل سلطة قوية، يمكن ان يتعاضدا معا «كما هو الحال في الدول الديمقراطية» لانتاج دولة قوية.
4 - اذا مات المسلم جوعا فإن القادرين الذين حوله يعتبرون من قتلته وتقع عليهم ديته، وما دام في المجتمع جائع واحد او عار واحد فإن حق الملكية لاي فرد من افراد المجتمع يسقط ولا يمكن ان يكون شرعيا ولا يجب احترامه ولا تجوز حمايته
5 - حركة الشعوب نحو التغيير ومواجهة الظلم و الاستبداد غالبا ما تسير في خطوط متوازية)و بسرعات متقاربة، ولكن ما يضبطها أمر واحد وهو : ( بصيص) الأمل، فالذين يدركهم الاحباط وتغلق أمامهم الابواب، سرعان ما يجدون أنفسهم أمام خيار ( الصفر)، أما الذين يجدون أحلامهم معلقة بنزول قطرات الاصلاح أو بركات التغيير أو أمل الانفراج فتأخذهم حساباتهم الى الاحتمال و الانتظار و الرهان على أي جديد...حتى وإن كان مجرد وهم.
6 - حين يفقد المجتمع - أي مجتمع- قدرته على النطق و يستغرق في آلامه واحزانه، ويعجز عن الحركة و عن مجرد الكلام،وينام ضميره أو ينحرف عن مساره الطبيعي، فمن واجبنا جميعا أن ( نتحسس) رؤوسنا، وأن نقف مذعورين أمام ما يمثله ذلك من خطر، فالمجتمع لا يصل الى هذه الدرجة من ( الاحباط) الا اذا أحس بأن ما يجري أكبر من إمكانياته على المواجهة، وبأن ما يمكن ان يستدركه فات وقته، و بالتالي فإن خيار ( الانتظار) أجدى من خيار الانتحار.
7 - لا يوجد اهم ولا اخطر من سلاح «التدين»،واذا لم نحسن التعامل معه بحكمة واستثماره في الاتجاه الصحيح فان كثيرا مما نخشاه سيقع وعندئذ لا نعرف كيف يمكن ان نتصرف؟؟
8 - لا بد من فتح المجال الديني أمام كافة المؤهلين الفاعلين فيه، وفق قواعد تخضع (لميثاق شرف ديني)، بحيث يلتزم الجميع به، و المقصود هنا أن يشارك الفاعلون الدينيون المؤهلون في النشاط الديني بشرط ان يحترموا القواعد العامة التي تضبط حركة الدين في المجال العام، وان ينأوا بأنفسهم عن ممارسة العمل السياسي المباشر(لا اتحدث هنا عن العمل العام )، بحيث يمكن - عندئذ- ان نؤسس لعملية الاصلاح الديني في موازاة عملية الاصلاح السياسي، وأن نعيد رسم العلاقة بين الطرفين على أساس الشراكة و الاحترام،لا التماهي و الاندماج، أو على أساس معادلة العنصر في المجموع لا التابع ولا المتبوع.
9 - في كل اجزاء الشريعة ومقاصدها ثمة هدف واحد وهو تحقيق وحدة الناس والحفاظ على ارواحهم وكرامتهم وامنهم، وهذا لا يتحقق الا بمنع شيوع الفتن بينهم ولو دققنا في قيم الاسلام كلها لوجدنا ان مقاصدها تدور حول هذا الهدف مع الاقرار دائما بان الفتنة قد تقع في اية لحظة وان تجاوزها لا يكون الا بالحذر منها واتقاء شرورها ثم اقتلاع جذورها واصل الفتن هو الظلم والاستبداد «واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة»
الدستور