المواجهة الأردنية الإسرائيلية
حمادة فراعنة
30-08-2019 02:03 AM
في أسوأ الظروف حدة ومواجهة لم يُسجل العدو الإسرائيلي أنه حاول تجنيد عناصر ضد الأردن لأسباب سياسية، فقد اقتصر تجنيده لأدوات بشرية على تأدية وظائف وخدمات أمنية تجسسية، وقد حاول شارون عمل روابط القرى في بداية الثمانينيات في الضفة الفلسطينية، وكان هدفه تجنيد عناصر فلسطينية لدوافع وأهداف سياسية ضد منظمة التحرير والمس بدورها التمثيلي كممثل شرعي وحيد لقيادة الشعب الفلسطيني.
وعلينا أن نلاحظ أن شارون من سعى لذلك، أي اليمين الإسرائيلي المتمسك بأرض فلسطين الكاملة باعتبارها « أرض إسرائيل « وأنها « الوطن القومي لليهود «، وعليه علينا البناء والفهم السياسي على أن ما يُسمى اليسار ميرتس والوسط حزب العمل الصهيونيان لم يعد لهما دور مؤثر في صنع القرار السياسي لمشروع المستعمرة الإسرائيلية؛ فالمتغيرات الجارية في بنية المؤسسة السياسية الإسرائيلية باتت بائنة ومقدمة لعملية التغيير نحو اليمين المتطرف مع التيار الديني اليهودي المتشدد لدى المؤسسات : العسكرية، والأمنية الثلاثة : الشاباك والموساد وأمان، ولدى القضاء، وهو تحول جوهري يستهدف الضم التدريجي للضفة الفلسطينية مع الغور مترافقاً مع إجراءات متواصلة لتهويد القدس وأسرلتها وتغيير طابعها العربي الإسلامي المسيحي.
في 17 / 7 / 2017 ، عقد مؤتمر صحفي لثلاثة من الأردنيين في مقر حزب الليكود وأعلنوا عن ولادة إئتلاف المعارضة الأردنية والعمل على قيام الجمهورية العربية الأردنية، ورغم الاستخفاف الذي تعاملت به الدولة الأردنية مع هذا الحدث، والإهمال من قبل كل الأردنيين باعتبار من قاموا به وأدوه ليسوا بالقيمة التي تستحق الرد أو الاهتمام، وقد يكون ذلك صحيحاً وجائزاً ولكن مواصلة عملهم واستقبالهم في واشنطن والبيانات والمقالات التي ينشرونها تسبب الإزعاج لمن يشعر بالمسؤولية نحو بلدنا وأمننا الوطني، ولذلك لست ممن يستخف بهذه الظاهرة الطارئة المستمرة، وعلينا أن نهتم دائماً بكرة الثلج المتدحرجة طالما أنها تتحرك فهي تكبر وتتسع حينما تجد الوضع الملائم والظرف المناسب.
في 26 / 8 / 2019 ، نشر مضر زهران مقالاً في صحيفة « إسرائيل هيوم « العبرية وهي الصحيفة الأكثر قرباً من سياسات نتنياهو ودفاعاً عنه وعن خياراته تحدث فيها عن « حاجة الأقصى إلى وضع جديد «، وهو في مقالته، وفي كل مقالاته السابقة التي تحرص صحيفة « إسرائيل اليوم « على نشرها يستعمل المفردات والعبارات الإسرائيلية المتطرفة ضد الاردن.
ويرى أن الإقرار الإسرائيلي بالدور الأردني على الحرم القدسي الشريف وفق معاهدة السلام يمكن تغييره طالما أن الأردن نفسه هو الذي طالب بإلغاء أجزاء من اتفاقية وادي عربة، عبر مطالبته بإعادة منطقتين كانت تستأجرهما المستعمرة من الأردن وهما منطقتا الباقورة والغُمر.
ويصل مضر زهران إلى استنتاج بقوله « يحتاج المزار المقدس – ويقصد الحرم القدسي الشريف – إلى ترتيب جديد عادل لكل من المسلمين واليهود « ويقترح أن « يُشكل المسلمون واليهود مجلساً مشتركاً لإدارة الموقع المقدس» ويقول بكل صفاقة وتهور وتطرف متبنياً وجهة النظر الإسرائيلية الأكثر تطرفاً على الإطلاق بقوله « يمكن أن يصبح هذا ممكنا فقط إذا انتهت الوصاية الهاشمية والرعاية الأردنية للمسجد الأقصى، فهل ثمة ما هو أوقح من ذلك ؟؟ وهل هذا موقفه الشخصي فقط أم أنه يفعل ذلك بتخطيط وتحريض من قبل قادة المستعمرة الإسرائيلية ؟؟.
الدستور