البدارين يكتب عن مقابلة النسور
بسام بدارين
29-08-2019 07:34 PM
أصبح الأمر اقرب لممارسة إجتماعية سلوكية...نتورط مجددا بإصطياد "السطحي" والمثير عبر التواصل.
هذه المرة اساءة إجتماعية غير مبررة لشخصية من وزن الدكتور عبدالله النسور الذي يمكن قول ما نريد ضده في السياسة دون ان نمنح انفسنا الحق بإجتزاء مادة خارج سياقها في برنامج تلفزيوني .
في الاثناء حظيت زميلة مذيعة بوابل من التعليقات المحرجة والمسيئة ودون مبرر ايضا.
لا شفقة ولا رحمة واحيانا لا أخلاق في ممارستنا المختلة للتواصل.
شخصيا لم أرصد كقاريء رجل سبعيني- أطال الله في عمره- يتجاوز اي حدود خلافا لما رصدته في سيل من التعليقات الجارحة.
المسألة كانت اقرب لسياسي مخضرم يحاول التجاوب بلطف مع برنامج شخصي وعائلي لا علاقة له بالسياسة ومذيعة تحاول عكس روح برنامجها وإن كان احيانا بخفة تقنية وبدون فلترة.
طبيعة البرنامج حاول دولة الاخ المحترم الانسجام معها ..كان النسور متقدا ..وديا..يمنح مادة إعلامية درجة من الاحتراف والبساطة وبدون اي تجاوز من اي نوع برأيي الشخصي .
نحن نفتقد لحلقات متلفزة من هذا النوع مع "كبارنا" والموضوع كان رشيقا ولطيفا.
الإجتزاء ليس من شيم الموضوعيين والجميع قرر "قص" جزئية وحرفها عن مسارها ولم يكلف اي من المعلقين نفسه عناء مشاهدة مقابلة كاملة.
للتو كنا نصفق لمقابلات مماثلة مع رموزنا أجراها "ضيف لبناني" ولم يعترض أحد.
لكن الذاكرة التواصلية الانتهازية التي تبحث عن "إثارة" قررت الانقضاض على سياسي فقط لإنه تحدث ببساطة وحاول إنتاج"دعابة" مرحة إجتماعية من النوع الذي نقوله يوميا كأردنيين ويؤخذ دوما بحسن نية.
ليس دفاعا عن النسور فأنا في ابعد مسافة منه ولكن تاكيدا مرة أخرى على تنديدي بأسلوبنا التواصلي لإنه يحتاج لإعادة نظر وما ينبغي ان يشغلنا اكثر بكثير من ما قاله ضيف ومضيفة وبرنامج.