عيد بأي حال عدت يا عيد ..
باسل العكور
07-01-2007 02:00 AM
بصبر واحتساب نستقبل هذا العيد ايضا كما استقبلنا الأعياد التي مضت كلها . لا ندري متى يقدر لنا ان نعيش البهجة والفرح ؟
متى سنتخى اسباب الضيق لنتمكن كما تمكن اهلنا في خلق اجواء من الفرح والبهجة لاطفالهم تدوم لايام فقط ! وبعدها لا بأس من العودة الى رتابة ايامنا المليئة بالمنغصات والتعثر والمحنة....لقد قتلت فينا جراحات اهلنا النازفة في العراق وفلسطين ولبنان والصومال أي فرصة بفرح عابر او مؤقت ،وانهكتنا معناة اطفالهم تماما وما عدنا نقوى على التعاطي مع فكرة الفرح نفسها وبتنا نلوم انفسنا اذا فرحنا وننتقد مظاهر العيد والبهجة اذا ما صدرت عن الاخرين.
العيد لدينا اصبح مناسبة للتأمل بالحالة التي وصلنا اليها والضعف الذي يطوق الامة ، والعجز الذي يكبل ارادتها ويعيق حركتها في أي اتجاه.
في العيد نشعر بعجزنا وضعفنا وتخاذلنا، ولقمة العيش التي لهثنا خلفها وتنازلنا بسببها عن ارادتنا عن كرامتنا وعن مبادئنا ما عادت تغني ولا تسمن من جوع حتى طعمها تغير وما عاد محببا كما كان.
يستقبل الاردنيون هذا العيد وهمهم تأمين اسرهم بالدفء في شتاء ارتفعت فيه اسعار المحروقات على نحو دفعهم الى اللجوء الى بدائل اخرى كالحطب والجفت ،لا يفكرون لا بكسوة ولا باضحية ولا بغيرها ،الدفء فقط وسلة خبز بلا عنب . الحديث لديهم عن مظاهر العيد ترف لم يعد واردا في حساباتهم ...
هذا ليس تجنيا او افتراءا او سوداوية او انتقادا للحكومة لا سمح الله انه واقع يؤكده تجار الملابس والحلويات والمواشي واصحاب محطات الوقود ... وما زيادة الاعتداءات على ثروتنا الحرجية والاقبال غير المسبوق على شراء الجفت المجفف الا مؤشر على عمق الهوة بين الناس والحكومة التي تقرر رغم كل ذلك رفعا جديدا على المحروقات في الربع الاول من العام القادم .....
كل عام وانتم بخير ......