من الواضح ان وعي المواطن الاردني ومتابعته ومراقبته لاعامل وسلوكيات الوزراء والنواب جعلهم يشكلون صورة حقيقية عن مسيرة الوزير والنائب وعن حقيقة ادائه وصدقه في التعامل مع قضايا الناس ورؤياه في ردود الفعل التي من المفروض ان تكون ذات مسؤولية وطنية عليا يراعى بها مصلحة الوطن والمواطن على حد سواء، بعيدا عن استعراض القوى والفتونة والتمسك بعقلية القلعة ، واعتبارها بطولة وموقف . لا يقبل من النائب الجانب الاستعراضي واستغلال الفرص والعرض (والشوفونية) ولا نجده يطرح الاسئلة الجذرية التي تعالج هموم المواطن الذي يمثل ، وفق معايير الانظمة والقوانين التي يحرص عليها الجميع .
القضايا البسيطة كالتي حلت بالرمثا والتي تمثلت بها مطالب محقة وضعف في التعامل المركزي معها وتحوير للمطالب وسط محاولات استعراض القوى باسم هيبة الدولة وضعف اداء النواب وسط استعراض الاضاءة وضعف طرح الافكار هذا مع تدخل من ليس لهم علاقة ومحاولات البعض شراء مواقف بطوليه جاءت على حساب هؤلاء المساكين الذين لا ييدون الا لقمة العيش , ردة فعل البحارة لم تكن إلا ردة فعل مواطنيين جوعى واناس هدهم الفقر طيلة سبع سنوات وبشع بهم الحصار وجلوسهم في بيوتهم ليس لهم الا رحمة الله بعيدا عن اي محاولة للتخفيف عنهم لا من حكومة ولا من منظمات دولية ولا من احد . ليأتي الوقت الذي يتنفس الناس فيه الصعداء وليجدوا لقمة العيش التي مزجت بالمرارة كونها مغموسة بالذل والخطر والتهديد بالمنع ،او منعهم من تجارة المواد الغذائية والالبسة, وهذ ا غير منطقي في اي معبرين حدودين في العالم . لم تكن سياسة التي يرفضونها لتكون غطاء مطالبهم ولم تكن ذات مطامع , بل كان شرعية وذات اولوية وبسيطة يكرروها كل يوم عشرات المرات .
ما شهدته في الرمثا من خروج المواقف عن رؤياها السليمة بترسيخ قضية المطالب , كان مستهجنا ومستغربا , ولم اجد احد يدافع عن رفض الرمثا باسرها لقضية الاسلحة والمخدرات التي اعتبرها بعض النواب انتصارا له بالموافقة عليها ,وكأن البحارة بالفعل قد طالبوا بها وهذاغير صحيح واقحمت اقحاما حتى يتم كسب الراي العام الاردني . فقد ساهم بعض النواب واعضاء اللامركزية بقضية هي بالاساس غير موجودة ولا يجوز اصباغها على ما طلبه البحارة .
فقضية التهريب نفسها مرفوضه عند البحار لان عملهم واضح ولا بد من توقيع الجمركي فاين التهريب اذا . اما النقطة الاخطر فهي الحد يث عن تهريب الاسلحة والمخدرات وهذا ولا يجوز ذكرهما بالاتفاق الذي حاول بعض النواب اعتباره نصرا له على حساب الحقيقة التي لم تتعدى السماح لهم بالتجارة واحترام كرامتهم ، اما الشق الثالث فهو غياب عدد من النواب عن الموضوع وكأنهم يعيشون خارج الوطن مع ظهور بعض الاشخاص الذين ليس لهم علاقة ولا يعرفون عن البحارة واعمالهم ومطالبهم شيء لنجدهم وبعلاقات مع بعض مقدمي البرامج ينظرون ويسافرون دون التركيز على هذه المشكلة التي لم تبدأ اليوم ولن تنتهي اليوم .
نحن في الرمثا لا نريد من مجلس النواب ان يمدحوا ابناء الرمثا ولا نريد ان يجعلونا ابطالا ولكن النظر لهذا اللواء المنكوب مسالة تستحق من نوابنا الافاضل التركيز عليها كما هو حال ابناء الوطن . ،فالفرد فينا لا يستأسد على وطنه ولا يتطاول عليه ولا يمكن ان يسيء اليه فعلى مدى عمر اقامة الحدود حمى ابنائه هذا الحدود من ان يكون ممرا لكل ما يسيء لامن الوطن او استقراره او امنه الاجتماعي .
لا نريد من احد الا ان يكون مع الحق الذي نشكره عليه , فالحقيقة والمنطق والصواب والعدل والحقوق مفاهيم يجب ان نحرص عليها جميعا لخدمة ابناء الوطن والدفع بوطننا وابنائه للامام , ولا نريد ان يزاود احد على احد او ان يظهر وزيرا اسوديته على شعب مظلوم ، ولا ان نقيم المهرجانات الشعبوية او الظهور على الاعلام لاظهار الذات او بناء السمعة , فالوطن اكبر من اي مدينة والمدينة اكبر من أي شخص يحاول ان يتبرعم على حساب المساكين الغلابا واتقوا الله بهذا الشعب الذي سئم تحمل الضربات يوما بعد يوم .