160410 هذا الرقم نبت في ذهنه فجأة، هو لا يعرف من أين أتى ولا كيف ولا لماذا ولا يعرف لماذا تـأكد له بأنه الرقم الرابح في يانصيب هذا الشهر الذي يجري عليه السحب هذه الليلة عبر شاشات التلفزيون. هو لم يكن يتعاطى لعبة شراء اليانصيب – وإن كان يتمنى ذلك _ فلم يصدف أن امتلك القدرة أو الإمكانية على الاستغناء عن دينار أو أكثر لشراء نصف بطاقة انتظارا لربح غير مضمون مقابل خسارة مؤكدة ... هو مضطر للإقرار بأن عصفورا في اليد خير من عشرة على الشجرة .
تجاوز هاجس الرقم الرابح قدرته على التحمل خرج مسرعا من البيت اجتاز الزقاق الذي تكاد تسده سيارة جارهم المرسيدس الحديثة. سار مسرعا نزل الدرج النازل إلى وسط البلد، وبدأ يتصفح أوراق اليانصيب المعروضة باحثا عن رقم 160410 الذي نبت في ذهنه فجأة.
هو كثير التسكع في المنطقة ويعرف باعة اليانصيب الذين يشاركونه محنة الشقاء ... وبعينين حمراوين وقلب نابض بشدة وانبهار طفق يبحث عن الرقم .. تنقل من بسطة إلى أخرى، ومن بائع إلى آخر لساعات، لكنه لم يجد الرقم الرابح ... وكان موعد السحب قد اقترب. فعاد إلى البيت مهدودا مع إحساس بالخسارة والخذلان، ناهيك عن نقطة حقد بدأت تكبر في قلبه تجاه ذلك الكائن الذي استطاع الفوز برقمه الرابح .
وبما انه لا يملك تلفزيون في البيت ، فقد انتظر حتى الصباح وانطلق إلى السوق ، حيث اشترى أول صحيفة يومية وقعت عليها عيناه على غير عادته، فتحها بعنف على صفحة اليانصيب ، وشرع يتصفح الأرقام الفائزة صعودا ونزولا .
صعودا... نزولا .. بالطول ..بالعرض ... لم يجد رقمه بين الأرقام الرابحة ولا حتى بجوائز الترضية ولا بجوائز الغلاف للباعة .. في الواقع لم يكن هناك أي رقم يشبهه ولو معكوسا أو مقلوبا أو مضروبا .
هذه المرة عاد مهزوما تماما وقد تلاشت بؤرة الحقد من قلبه واجتاحتها سيول الخذلان والخيبة. صعد الدرج بكآبة وتعب حتى وصل إلى الزقاق الموصل إلى بيته. مشى بشكل جانبي حتى يستطيع تجاوز الزقاق الذي تكاد تسده سيارة حديثة تحمل الرقم 160410.
ملاحظة: اخترت الرقم عشوائيا، ولم يقصد به أحد قط. إنما لتوضيح الفكرة من القصة.
الدستور