«لها ما كسبت ولكم ما كسبتم»د. فيصل غرايبة
28-08-2019 12:51 AM
أضحت الثقافة العربية موطناً للتوجهات المتباينة، وتخلط بين أزمنة ثقافية وممارسات فكرية لا تزيدها إلا غموضاً، مما جعل الشباب العربي يفتقر لهوية ثقافية مطابقة، فالغموض الذي يسود أوضاعهم السوسيوثقافية بتنوع مكوناتها وعدم تجانس عناصرها، ينعكس سلباً على ممارساتهم الثقافية، مما أبرز ملامح ثقافية للشباب العربي كاللاتجانس الفكري واليأس الثقافي، فيبدو الشاب متخبط المفاهيم والأفكار، تتحكم بممارسته ثنائيات المضامين والأهداف تتراوح بين الخرافية والعلمانية، وبين الأصالة والمعاصرة، وبين الانغلاق والانفتاح، والجهل بالواقع الثقافي والمحدودية المعرفية، يتردد بين التماثل والاختلاف، يحاول تخطي واقعه وبنفس الوقت يحاول التشبث بالماضي، يتردد بين التفاؤل والتشاؤم ويبقى مشوباً بالحذر والإحباط، يشعر أحياناً بالأمل وأحياناً باليأس، ينزع إلى التغيير أحياناً وإلى الاستسلام أحياناً أخرى.أما التراث فذو اتجاهين أحدهما يقدس الموروث ويطالب بتطبيق قناعاته، وثانيهما يقلل من أهمية التراث ويعمل على إلغائه، ليتمكن المجتمع من التقدم، هذا مما يحتاج لتوضيح، وخاصة ما يتعلق بالقيم الإلهية والتشريعية التي أنزلها سبحانه وتعالى وسنها رسوله الكريم، وشكلت إيماناً راسخاً لأبناء الثقافة العربية الإسلامية، أما ما دون ذلك فإن من حق الأجيال أن تخضعه للنقد والتمحيص حتى تقر ما يثبته البحث العلمي ويسنده الدليل. |
الاسم : * | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : * |
بقي لك 500 حرف
|
رمز التحقق : |
تحديث الرمز
أكتب الرمز :
|
برمجة واستضافة