ادخل الى "الفيس بوك" ، وتجده عالما كاملا ، ويأتي من يحذرني ويقول ان "الفيس بوك" صهيوني ، تأسس بدعم امريكي ، بحيث يتحول الى موقع لجمع الافكار والصور والميول والمعلومات.
"الفيس بوك" عالم كامل ، وأسست صفحتي الخاصة عليه ، وبرغم المحاذير التي يقولها البعض ، الا انه يبقى عالما كاملا ، تتواصل عبره مع اسماء مختلفة ونوعيات مختلفة ، وأحسن ما فيه انك تكتب ما تريد ، دون ان يراقبك احد. ربما خفت في اللحظات الاولى. لانني اعتدت على انواع مختلفة من الرقابة ، اهمها رقابتي على ذاتي ، ولا يعرف كثيرون ان الكاتب يفكر في مائة موضوع ، قبل ان يكتب واحدا ، لان هناك من يجلس فوق كتفه ويقول له هذا موضوع حساس ، وهذا موضوع ممنوع ، وهذا موضوع قد يفهم خطأ ، وهذا موضوع قد يجلب الصداع والشقيقة ، اخطر انواع الرقابة ، رقابة الكاتب على نفسه.
"الفيس بوك" فرصة ايضا كبيرة للكتابة بالانجليزية لشرح كثير من القضايا العربية ، وهي دعوة مفتوحة للشباب لتأسيس صفحات لخدمة صورة الاسلام ، وقضية فلسطين ، وعدم ترك هكذا مواقع عالمية ، لغيرنا ، او الاختصار بكتابة الخواطر العربية ، ونثر الكلام الجميل عن الحب والعاطفة ، والقضايا الاخرى ، مثل "الفيس بوك" يفتح بابا واسعا للتأثير على الملايين في العالم ، وكثيرون في عالمنا العربي يجيدون الانجليزية والفرنسية ، وربما واجبهم ان يشكلوا مجموعات ، وان يقدموا صورة حسنة عن الاسلام في العالم بدلا من حملات التشوية التي تلحق به ، واثارة ما يخص القدس والتهديدات حول المسجد الاقصى ، فما نفع الثقافة والتعليم اذا كنا نريد العالم ان يتفهمنا ونحن نجلس ثقالا طوال اليوم دون اي مبادرة.
أسوأ ما في "الفيس بوك" ما يتعلق بهتك الخصوصية في حالات كثيرة ، اذ انك تظن انك تتحكم بصفحتك ووجودك لكنه ساحر وسرعان ماتجد نفسك في مدارات لا تريدها ، وتجد على موقعك ما لا ترضاه ، ترفع هذه الاشياء ربما ، غير ان علاقة صفحتك بك متوازنة ، تتحكم بها وتتحكم بك ، وايضا ، تكون سببا في تقديم كثير من المعلومات عن نفسك ، من حيث لا تتوقع. ليس لدي عقدة المؤامرة. او ان هناك من ينتظر صفحتي لنبش ما فيها من ميول ومعلومات ، لكنها اشارة ايضا الى ضرورة التحكم الجيد بما يدخل الى الصفحة وما يخرج منها ، ما ينشر عليها برضاك ، وما تجده مدونا دون اذن مسبق.
تفهم جيدا لماذا سقطت الرقابة في العالم ، فالرقابة على الاعلام ، مجرد كذبة كبيرة اليوم ، وما تمنعه من افكار ، بوسائل مختلفة يتدفق اليك عبر المواقع الالكترونية ، وعبر موقع الفيس بوك ، واي مواقع اخرى ، ولا تجد قدرة كاملة على ضبط هذا الكم الهائل من المعلومات ، ولا تجد حلا سوى الشفافية والوضوح في القضايا السياسية وتلك القضايا الهامة ، لان ما تخفيه هنا ، يظهر هناك.
يمكن الدخول الى الصفحة عبر Maher Abu Tair ، وهي لكم وليست عليكم،،.
mtair@addustour.com.jo