facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




حديث جلالة الملك امام مجلس الوزراء


اللواء المتقاعد مروان العمد
27-08-2019 06:57 PM

تعددت المقالات والتحليلات على اثر ما قاله جلالة الملك المعظم عند حضوره جانباً من اجتماع مجلس الوزراء يوم امس وما وجهه من نقد للحكومة وتوجيهاً لها والطلب منها ان يلمس تحسناً في ادائها خلال الفترة القادمة ولنهاية هذا العام .

وقد استنتج البعض من ذلك ان جلالة الملك وبالرغم من ملاحظاته على اداء الحكومة فهو يمهلها لنهاية العام لتحسين ادائها ، فيما ذهب آخرون الى تفسير ما قاله جلالة الملك على انه اعلان اقالتها . فيما ذهب آخرين الى القول ان من واجب الحكومة والوزراء اعلان استقالاتهم بعد ما سمعوه عن ادائهم من جلالة الملك وان يفسحوا المجال لغيرهم لمواصلة المسيرة . وقد وضع جميع هؤلاء انفسهم موضع المحللين لما قاله جلالته وفسروه كل حسب ما يرضي رغباتهم ومواقفهم من هذه الحكومة وعدم رضاهم عن ادائها . بل انهم خولوا انفسهم بأن يتحدثوا بأسم جلالته ، بل يملون علية ما يحب ان يقوم به .

وانا مثلي مثل اغلب المواطنين غير راضي عن كثير من القرارات الحكومية ، ولكن هنالك اموراً يجب ادراكها ومعالجتها قبل ان نطالب بتغيير الحكومة واولها يجب ان ندرس هل بأمكان الرئيس القادم ان يحدث الفارق في ظل الظروف الحاليه التي يعيشها الاردن والمنطقة بغض النظر عن اسم الرئيس الجديد وامكانياته وحتى لو كان اكثر انسان كفائة ومقدرة في الاردن ؟ حيث ان احداث الفارق يعتمد على ظروف واوضاع داخلية وخارجية فهل هي متوفرة الآن ؟

وثانيا يجب ان نأخذ بالحسبان عواقب تغيير الوزارة واستقدام غيرها دون ضمانات نجاحها في حل مشاكل البلد والمواطنين الذي باتوا يأملون بأن الحكومة القادمة سيكون بمقدورها محاربة الفساد وتخفيض الضرائب وزيادة الرواتب وتخفيض اثمان الكهرباء والماء والاسعار وحل جميع مشاكلهم حتى لو كانت مع موظف في بلدية قريتهم ، لأنه اذا لم يتحقق ذلك او غالبيته فسوف يصاب المواطنين بالمزيد من الاحباط واليأس مما قد يكون له ردود فعل نسأل الله ان لا نختبرها . وخاصة اننا اصبحنا نُحمل كل أخطاء الحكومات السابقة على كاهل الحكومة الاخيرة .

ولعل هذا السبب هو الذي جعلنا نرى في كل حكومة جديدة انها اسؤ من التي قبلها واصبحنا نقول عنها انها اسؤ حكومة في تاريخ الاردن . وانني ارى ان قدوم حكومة جديدة مع بقاء الظروف والاوضاع المحلية والدولية على حالها لن يُحدث اي تغيير سوى اننا سوف نحملها لقب اسؤ حكومة بتاريخ الاردن بغض النظر عمن سوف يشكلها .

ان خروج الاردن والمنطقة من هذا الوضع الذي هو فيه اصبح يعتمد على عوامل خارجية اكثر منها داخلية وهذه العوامل سياسية واقتصادية ساهمت اطراف كثيرة في وصولنا الي ما نحن عليه الآن ، وبهدف التحكم بقرارنا وحرماننا من السيطرة عليه ، ولا يمكننا نخرج من هذا الحالة الى بإرادة وقرار من هذه القوى وللأسف الشديد .

واعتقد اننا سوف نبقى في قعر الزجاجة الى ان يتم استكمال المخططات السياسية للمنطقة واهمها صفقة القرن والتي لن تكون في صالحنا . وان هذه القوى الخارجية لن تسمح لنا بالخروج من قعر الزجاجة قبل ان نرفع الراية ونقبل بصفقة القرن ، اذ ان تحسن اوضاعنا سوف يمكننا من رفض الاملائات المفروضة علينا وهذا ما لن يسمحوا لنا بأن نفعله .

ولن يُسمحوا لنا بأن تتوفر لدينا الامكانيات المالية الكافية للنهوض بأوضاعنا وتمكيننا من تسديد ديوننا والتزاماتنا والانطلاق بها نحو المستقبل خاصة واننا نعتمد عل مصادر خارجية للحصول على هذه الاموال .

اعتقد انه وفي حال اقرار صفقة القرن بالصيغة التي يريدونها فأن المنطقة سوف تشهد انفراجة اقتصادية وتحسين الاوضاع المعيشية فيها وحل قسم من مشاكلنا في هذا المجال ولكن ذلك بالتأكيد سيكون على حساب حقوقنا السياسية وعلى حساب كرامتنا .

من الواضح ان جلالة الملك مستاء من عجز الحكومة عن القيام بواجباتها ولكنه من الواضح انه يدرك عبثية اجراء تغيير وزاري الآن ولذا فقد قام جلالته بتوجيه رسائل شديدة اللهجة والوضوح والشدة لهذه الحكومة مع امهالها لنهاية العام الحالي على امل ان يكون قد بان الخيط الابيض من الاسود وخاصة ان طبخة القرن كادت ان تستوي وسيتم سكب قاذوراتها علينا وخيراتها على عدونا . وعندها ستكون الصورة اكثر وضوحاً امام جلالته ويمكنه على ضوءها اتخاذ الإجراءات المناسبة . وعندها ايضاً سيكون قد اقترب الإستحقاق الدستوري بأنتخاب مجلس نواب جديد بغض النظر عن القانون الذي سوف يجري عليه . وسيكون قد حل الإجراء الدستوري بحل الحكومة بحكم القانون . وهذا سبب آخر لعدم تشكيل حكومة جديدة حالياً حيث انها وفي جميع الاحوال لن يكون لديها الوقت الكافي لعمل اي شيئ او اصلاح اي خلل حتى لو ملكت إمكانية ذلك.

هذا رأي انا وتحليلي لما قاله جلالة الملك قد أكون مصيباً وقد أكون مخطئاً . وقد يتفق معي بذلك البعض وقد يختلف معي الكثيرون لأنهم يريدون ان يروا ما يحلمون به وقد تحقق . ولكن هذا عالم الواقع وليس عالم الأحلام . ويبقى ان جلالة الملك اقدر مني على التحليل ومعرفة الواقع واتخاذ القرار المناسب بالوقت المناسب .





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :