عمون – محمد الخوالدة - نظم منتدى جماعة درب الحضارات الثقافي بالتعاون مع مديرية ثقافة الكرك يوما ثقافيا تضمن فعاليات متنوعة ، وذلك في جلستين اقيمتا في قاعة مركز الحسن الثقافي بمدينة الكرك وبمشاركة عدد من المثقفين من الكرك وخارجها والذين اثروا المشهد بنتاجهم وشهاداتهم الابداعية ، التي اندرجت في سياق الوفاء لذكرى الراحلين الشاعر خالد المحادين والامين العام الاسبق لوزارة الثقافة الدكتور احمد الطراونه مستذكرين عطاءاتهم الثقافية التي خلدت ذكرهما على الساحتين الوطنيه والعربية .

قدم عن الراحل المحادين استاذ اللغة العربية في جامعة مؤتة الدكتور جزاء المصاروه وقال انه كان صامدا كصمود قلعة الكرك وعنيدا كعناد جبالها ، واضاف احار وانا اتحدث عن خالد المحادين الذي كان حاضرا - محكوما بحبه لوطنه والوفاء له - على اكثر من صعيد شاعرا وقاصا وصحفيا ومؤرخا ، كان خالد كل ذلك وبصبغة عروبية قومية لم تفارقه ، كان خالد اضاف الدكتور المصاروه رجل مبدأ ورسالة ماض كحد السيف لاتسيره المواقع ولا تبدله وصروف الدهر ، وعرض الدكتور المصاروه لاعمال الراحل الخالده المتنوعة شعرا ونثر وقاصا ، وكاتبا صحفيه بحجة ساطعة تفرح الصديق وترهب المتسلقين على اكتاف الفقراء .

استاذ علم الاجتماع في جامعة مؤته الدكتور حسين محادين قدم شهادة عن الراحل الطراونه عنوانها "ايرحل المثقفون ؟" وقال انه كان صورة مكثفة لكل اطيف المثقفين الذين هم حاضرون دائما فينا وان غادرت اجسادهم ليظلوا المثمرين في شجرة حواسنا ، و"تابع" الدكتور المحادين ، امام المبدع احمد الطراونه اقف حائرا بين الانحياز لانجازه البهي وحسه المرهف اللذين جسدهما بدراسات وابداع ، والاوضح – كماقال- في رياداته للعمل الثقافي ، فهو المؤسس لمديرية ثقافة الكرك في تسعنيات القرن الماضي ، واضاف ظل رحمه الله طيلة حياته مثال الذاكرة المتقدة بالثقافة وبغنى عناوين اهتماماته الفكرية والادبية ، وسيبقى احمد معنا ابدا شريك حرف وصانع ابجدية
وقرأ نائب رئيس منتدى درب الحضارات الثقافي الشاعر مصطفى الخشمان مجموعة من قصائده مستذكرا الشاعر المرحوم تيسير السبول ، كما تغنى بالمزار الجنوبي فهي كمايراها تنطق بحال الجنوب كله ، وفي قصيدة القاها بعنوان "صبا الجنوب" قال :

نحن للصحراء من ارض الجنوب
ونقتفي اثار من مشى على رمل الحماد
ونحسد الذي يشم الشيح والقيصوم في ارض الجنوب
ويشعل النيران من عود الغضا
وياكل الشواء من لحم المها
ويخبز العجين في حرارة الرماد
نحن للذي يشدنا الى الجبال والتلال والرمال
نحن للايام والليالي البيض في عهد الصبا
اما الشاعر صيام المواجده رثى في قصيدة القاها الشاعر الراحل ابراهيم الصرايره ، وتلا نصين قصيرين هما "ابن العروبة" ، اضافة لنص غزلي ، ثم اهدى قصيدة للكرك عنوانها "خيل بين ماءين" ومنها قوله:

أنْتِ الأصيلَــةُ حتَّى الرِّيحُ مــا لَحِقَتْ
مَنْ شَــدَّ في سَبَـــقٍ أعْيَيْتِـــــهِ دَرَكــا

أرْخَتْ على أهْلِهــا أسْتارَ مَنْعَتِهـــــــا
ما ضِيمَ ساكِنُهـــا لو لَيْلُهــا احْتَبَكـــــا

مِنْ قَبْلِ (ميشَعَ) والأنْواءُ تَقْصِـــدُهــا
مــــا لانَ جانِبُهــا أو خادَنَتْ مَلِكـــــا

خَطَّتْ على صَفْحَة الأيَّــام قِصَّتَهـــــا
ارفعْ بِرأسِــكَ إمَّــا تَدْخُــــل الكَرَكـــا
رئيس المنتدى الباحث والاديب نايف النوايسه الذي ادار الفعاليات قال: نرصد في هذا اليوم الثقافي ومن خلال جلسة ثقافية تابينية للراحلين خالد المحادين واحمد الطراونه اللذين قدما للحركة الثقافية الشيء الكثير ، نرصد مسار الحركة الثقافية الاردنية في الكرك وعموم الوطن ، نقف على الوجع الثقافي الوطني ونخص مناطق الاطراف المستقصية من المشهد في ظل هجمة وسائل التواصل الاجتماعي وتغول المركز والمدن الكبرى عليها ، واضاف النوايسه ونحن نستذكر في هذا المقام اثنين من المثقفين الراحلين فان هذا سيكون فاتحة لمواصلة الطريق في رحلة طويله لتكريم مثقفي الوطن احياء وراحلين
مديرة ثقافة الكرك عروبة الشمايلة قالت سنظل اوفياء لواجب النهوض بالفعل الثقافي وتاكيد دوره في بنائنا الوطني ، ونوهت الشمايله بالراحلين المحادين والطراونه وبعطائهما الذي امتد داخل الوطن وخارجه ، وستبقى ذكراهم حافزا لنواصل العطاء .
في ختام فعاليات اليوم الثقافي قدم رئيس المنتدى ومديرة الثقافة دروعا تكريمية للشعراء والمتحدثين في اللقاء .