وقفنا انا وزوجي بسيارتنا عند أحد محطات تعبئة البنزين وذلك ما يقارب الساعة السادسة مساء" ، لنرى مجموعة من الشباب بعمر الورد أعمارهم تقارب العشرون، يرتدون سترات موحدة اللون ويحملون على ظهورهم حقائب فيها عبوات كبيرة الحجم نوع ما ، ومكتوب عليها عصير و قهوة.
للوهلة الأولى ظننا انها دعاية من قبل المحطة او اعتقدنا انها ضيافة منهم، انتابنا الفضول للتأكد، كان أحد الشبان قد اقترب منا ، وقال : مرحبا
هذا مشروب للبيع ، جزء من ثمنه يذهب لدراستنا بالجامعة، نعم دراستهم بالجامعة.
بدأ الشاب يتحدث عن هذه المبادرة ونحن بشغف السمع، بانهم مجموعة من الشباب يتلقون العلم بالجامعات ، قاموا بمبادرة مشتركة لبيع هذه المشروبات ليساعدوا أنفسهم بتسديد اقساط الجامعة، لترى ألسنتهم تشرح واعينهم تطلب منك الشراء، ويقول الشاب ان اشتريت مني ستساعدني بدفع القسط .
لا يوجد لديك في تلك اللحظة الا طلب كوبين من القهوة، ليسالك تريدها بسكر او بدون سكر ، ثم تدفع ثمنها له وانت تأمل ان تساعده حتى لو بجزء بسيط قد لا يذكر.
فرحين بكم أبناؤنا شبابنا لهذه الأفكار النيرة الجديدة والتي تساعدكم بالاعتماد على انفسكم ، الأفكار التي تجاوزت ثقافة العيب عند البعض، وقد تحتاج إلى الجرأة، وتحمل أعباء الوقوف وحرارة الطقس، وغيرها من الأعباء الجسدية والنفسية ....الخ واعباء قد لانعلمها.
لذلك اتمنى على المجتمع بأكمله
تشجيع هذه المبادرات الشبابية الخيرة ودعمها.
سيروا بناة الوطن سيروا بناة لعائلاتكم ولانفسكم جميعنا فخورين بكم.