التعليم في الأردن على المحك، والبطالة ترتفع بشكل كبير فيما الشهادات الجامعية تتكدس، ويصر الأهل على تعليم مبني على المفاخرة، كي يقال ابني مهندس أو ابني دكتور، وكل ذلك لا يصنع المستقبل بل يحدث الازمات.
البطالة يا سادة تغزو خريجي كليات الطب والهندسة، وللأسف ما زال الناس لا يسمعون الكلام، ويفرضون على ابنائهم أن يكونوا في دراستهم عنوان تفاخر في المجتمع.
يقلُّ عدد الطلاب الدارسين في المهن، ويزداد عدد الراغبين في دارسة الطب والهندسة، وفي هذين التخصصين آلاف الطلبة على مقاعد الدراسة، فهناك اكثر من 40 ألف طالب هندسة واكثر من 17 ألف طالب طب داخل الأردن و خارجه، وهناك وعد بالمزيد في ضوء نتائج الثانوية العامة!.
لن يكون هناك أي فرصة لتدارك الواقع ما لم نعالج الواقع كأسر وأهالٍ يجب عليها ان توجه أبناءها لدراسة المهن، والحرف والتعليم التقني، وفي ذات المسار يتوجب على الدولة ان تتخذ سياسات واضحة لارسال نسبة معقولة للمهن والتعليم التقني.
اليوم نحن بأمسّ الحاجة لتطوير خيارات الدراسة ما بعد الثانوية، وقبل ذلك علينا التخلص من مقولات المجمتع والنظرة إلى التفاخر والبهرجة العلمية، التي ألقت اليوم بآلاف الخريجين على مقاعد البطالة.
لم يكن تعليم الطب عبئا كما هو اليوم، وربما الأمر أقل تكلفة مع الهندسة، والبلد ليست بحاجة لاطباء بل بحاجة لاخصائيين، وبحاجة لمهن طبية مساندة.
الوضع القائم في سوق العمل يبين أننا بحاجة لعاملين مؤهلين في قطاع الفندقة والتمريض وصيانة السيارات والمهن الانشائية واعمال الديكور وصيانة الآلات وميكانيك السيارات، وهي مهن وحرف لا يمكن الاستغناء عنها، والناس بحاجة لها باستمرار.
الحديث اليوم عن الريادة والتعليم يجب ان يتجه نحو تعميق وتعزيز اتجاهات الشباب الأردني لقيم العمل الحر، ولتطوير اتجاهات العمل والدراسة كي لا يبقى الطالب في بطالة مقنعة على مقاعد الدراسة.
هذه البطالة مرعبة وتسبب مشاكل اجتماعية، وتخلق أزمات مجتمعية، وهي للأسف تتركز في نسبة عريضة منها في فتيات محافظات الأطراف للأسف.
الدستور