الزراعة .. ما بين الوهم والحقيقة
ابراهيم الحوري
26-08-2019 05:58 PM
ها أنا اليوم ، أْكمل العقد الثالث من عمري ، وفي حياتي بأكملها ،لم أمسك فأس، أو صابة ،أو اكريك، أو أي أداة من أدوات الزراعة ، والسبب هو البرستيج ،هكذا سوفَ يتصُوره البعض .
حقيقة لا ،وإنما في حياتي كُلها لم أمسك، أدوات الزراعة؛ لأن والدي ،كان يقول لنا، ونحنُ صغار ،أترك الفأس، و أذهب إلى دراستك ، هذه هي الحقيقة ، ولكن هناك رواية كانت تُحكى ليّ ،منذ سنوات طوال، وهي راسخة ،في مُخيلتي ،أنَّ هُناك أحد الوزراء ،كان يزرع، ويَدُرس ،هُنا في الحقيقة أنَّ الدراسة، كانت نوعان، وهي دراسة الحصيدة، ودراسة العلم ،حتى وصل به الحال ،حتى أصبحَ وزيراً ، في إحدى الدول .
ولكن الحقيقة هي أصبحَ البرستيج يتغلب علينا ،من ناحية كيف نزرع الأرض ،وأنا شخصيتي يجب أن تكون أعلى من ذلك ،كيف أزرع وأنا شخصيتي ، هي ذات طابع جمال ،هذه الأفكار هي من أفكار الوهم ،العيب ليسَ بالزراعة ،وإنما العيب فينا ،من ناحية الان أعمل بوظيفة كاتب اداري ، مصنف ، برقم عامل 02 ، في جامعة اليرموك ،ولدي آلة تصوير، في مكتبي ،حيث أقوم بتصوير الوثائق الرسمية عليها، البعض يقول ليّ هذه الآلة هي للمراسل ،أقول له و لهم هذه الآلة التي جعلت مني رجل جدير، في العمل الرسمي ،وسوفَ تقوم بإيصال ، شخصيتي إلى مستوى رفيع من الارتقاء ، وأحياناً يُطلب منّي، من قبل أي رئيس قسم داخل دائرة النشاط الثقافي والفني ، أن أقوم في تصوير أي وثيقة رسمية، من باب المودة، والزماله، والأخوة ،هُنا الثقة التي لدي، هي عالية ،أقوم بتصوير البريد ،وبعد ذلك أقوم بتوزيعه، إلى رؤساء الأقسام، والمساعدين ،وإلى من مشروح له البريد ،هنا الثقة التي لدي عالية ،لا عيب في العمل ،حيث وظيفتي محفوظة ،وهي كاتب اداري ولدي ترفيع درجة في شهر 2 القادم ، وهي الدرجة الرابعة، وهذه الدرجة هي درجة البكالوريوس، أي بعد مضي عشر سنوات ،سوفَ أصبح رئيساً لأي قسم كان سواء، في عمادة شؤون الطلبة، ام في اي دائرة كانت داخل جامعة اليرموك ، ومع إكمال دراستي سوفَ اتجاوز المدة ،اي في القريب العاجل ، ان شاء الله سوف أُكمل دراستي ،لأنني حاصل الآن على دبلوم متوسط بتخصص نظم معلومات ادارية ،والثقة التي الآن لدي، هي على أتم الإستعداد أن أعمل، أي شيء ،في سبيل بناء مُستقبلي في وظيفتي ،ها أنا أزرع كل يوم ثقة عالية في عين المسؤولين ،ها أنا أزرع كل يوم محبة صادقة، في عين زملائي ،ها أنا أقوم كل يوم بزراعة الأمل، والتفاؤل، في أعيُن زملائي ،ها أنا أزرع كل شيء مقابل تحقيق ،أي مراد أسعى إليه، من غير خجل، ومن غير تشاؤم ، ها أنا أمسك قلمي الذي هو أشبه في الفأس في الكتابة عن الزراعة ،حيث أزرع اليوم، جميلاً لالقى الود ،والاحترام، في المستقبل القريب أن شاء الله ، ها أنا اليوم أفضل بكثير من يوم أمس ،وكل يوم يأتِ إليّ هو نعمة من الله عز وجل ،وكُل يوم يأت ِ هو أفضل من يوم أمس ،ها أنا ابن اليوم ،وليسَ ابن يوم غد ، ها أنا امتاز اليوم بالجراءة ، وكسر حاجز العيب ،وكسر حاجز الفشل ، فالأيام قادمة واتمنى أن نزرع وإياكم خيراً في بناء طموح، كُل منّا ،وعلى بركة الله عز وجل .