اؤكد بشدة انه كان بالامكان ان يتم التعامل مع الحالة بالرمثا من خلال الحاكم الاداري وان يتخذ القرار بالتنسيق مع الجمارك دون الحاجة لمثل هذه الزوبعة التي حورت من حالة طبيعية تحدث كل يوم الى عملية مردها مخالفة القانون ،هذا حقيقة لم ولن يحدث , حاول البعض استثمارها او ركوب موجتها او بناء الشعبية او لمجرد اصباغها بسمة اللاقانونية لتبرير فشل الحوار والتعامل الديمقراطي مع مطالب الناس .
مشاكل البحارة او (التجار الصغار البينيين ) ليست وليدة الامس ، الاسبوع ، الشهر او السنة وهي نفسها تتكرر بين الفينة والاخرى ولا ازعم اذا قلت ان الجمارك والامن والمخابرات في المناطق الحدودية يدركونها ويعرفونها ويتعاملون معها طيلة هذه الفترة الطويلة التي تزيد عن 40-50.
في الاحداث الحالية لفت انتباهي امران .الاول محاولة تأطير القضية الى قضية تهريب للاسلحة والمخدران مع ان المشكلة من اساسها مشكلة عدد كروزات الدخان المسموح بها وخاصة بعد تصريح نائب الرئيس.
والامر الثاني ايضا بلورة الاحتجاج وتحويره وكأنه مطالبة بالسماح بالتهريب ، وهذا الذي لم يتم على الاطلاق .
وكل الذي حصل مجرد مطالب بتنظيم الدخول والخروج بل تركهم اياموايام بين الحدودين دون احترام للانسانية وحق الناس في التجاره ولقمة العيش كذلك السماح لم بجلب البضائع والخضراوات والفاكه والتعامل معهم باحترام .
التهريب هو التجاوز على القوانين والتعليمات الجمركية لكن الذي يحدث مع البحار انهم يجمركون بضائعهم مستفيدين
من تعليمات السماح في بعض المواد اضافة لاستثمار بنود البرتكول المعمول به بين اي حدودين وما هو مسموح حمله للمسافر , اي ان البحار تاجر يكشف ويجمرك ما يحمله لموظف الجمرك وهذا يعني انتفاء صفة التهريب الذي كان عنوان كل كلمة وكل كان تقال ,
ماصعقنا هذا الاصرار على ذكر تهريب الاسلحة والمخدرات وكان المسألة عند ابناء الرمثا هو المطالبة بادخال الاسلحة والمخدرات ، وهذا خبث ومكر , حيث شربها النواب والوجهاء بالاتفاق مع الحكومة رغم ان الحقيقة مختلفة , فمن قال وعبرتاريخ هذا الحدود ان سجلت قضية او قضايا لبارة هربوا الاسلحة . وكم هي القضايا التي سجلت على البحارة في تهريب المخدرات , بل على العكس لقد كان البحارة هم انفسهم الذين يخبرون عن اي سيارة مشبوهة او تاجر مشبوه , حتى تم حصر هؤلاء واصبحوا مسجلين لديهم في الحدود .
والسؤال الاكبر من ذلك هل السوق او الشارع الاردني سوق مفعم بتجارة الاسلحة وهل تجارة الاسلحة تجارة رائدة بالاردن , والجميع سيشهد بالنفي. فلماذا نلبس مجتمعنا مثل هذه المفاهيم غير السليمةوغير الصحيحة ؟
المسألة لا تحتاج مثل هذا الاستتفزاز وكان الاجدر ان تعالج مسألة كروز الدحان بعيدا عن التظاهر واحراق السيارة وقنابل المسيل للدموع ما دمنا سمحنا للمواطن بالتظاهر والتعبير عن النفس وبناء الحوار مع المعنيين خاصة وان جميع مظاهر الاحتجاجية كانت سلمية .
الخطأ يجر الى خطأ ولا نريد أن سنشهد لاحقا احتجاجات عند اول منعطف يمكن ان لا يكون بمثل هذه الصورة التي لا نحبها ولا نقبلها. فابناء الرمثا لن يخرجوا عن العقد الفريد في وطن متماسك متضامن ولا عن العقد الاجتماعي الذي عقدوه وباقي الاردنيين مع القيادة , ولكن ..فكونا من ثرثرة النواب وتمثلياتهم الشعبوية , واستمعوا للناس ونظموا احوالهم في اعمالهم وحافظوا على كرامتهم بدل الاساء اليهم وتغيير الحقائق .