نكتب من على سرير العناية المركزة في مركز الحسين للسرطان بعد ان تأكد دخولنا حرب المواجهة الشخصية مع المرض الذي حاربناه في وطننا وحول العالم بالكلمة والنداء والتحذير سنوات طوال ومنذ اليوم الأول لدخولنا درب الصحافة واصرينا على كشف ما يمكن ان يكون سببا او مسببا له.
المواجهة التي سنخوضها مع المرض لا تهادن فيها وسنصر على ان تحقق انتصارنا عليه ليس في جسدنا الذي يقاومه بعناد فحسب ولكن لدى الآخرين ممن فرضت عليهم المعركة معه مثلنا لنصل إلى أفضل مستوى من الفعل لمواجهة السرطان على صعيد الفرد المصاب والمجموع المتغافل عنه.
مرضنا تقول المعلومات إن المواجهة معه تستمر وتخاض معاركها على جبهات عدة ولكن يمكن التوصل لتسويات وتفاهمات تمكننا من التعايش معه ولكن المهم هو اننا الآن قد دخلنا المرحلة العملية من المواجهة وهي مرحلة نتطلع ان نتلقى خلالها العون والمساندة من الزملاء والكتاب والصحفيين والإعلاميين.
إن أول المعارك في مواجهة المرض هي معركة دعم ومناصرة ومعاضدة في مركز الحسين للسرطان ليكون قادرا متماسكا على التصدي للمرض وتقديم العلاج المتكامل والمتطور له وهو قادر الآن وانما ليكون المركز الذي يستبق المرض فيقضي عليه قبل لحظة تشكله الأولى وهذا يحتاج ان نناضل لتطوير الامكانيات المالية المتاحة امام المركز بحيث تصبح قادرة على مواجهة كل متطلبات النهضة الأكاديمية التي نراها قائمة فيه.
ان تخصيص جائزة لأفضل عمل صحفي مساند لجهود مركز الحسين للسرطان ضمن جائزة الحسين للابداع الصحفي التي تقدمها نقابة الصحفيين الأردنيين امر سنبحث ترتيب امورها مع الزميل نقيب الصحفيين ومدير عام المركز وخاصة وانه قد اصبح لدينا عدد من الأشخاص والهيئات التي ترغب في تقديم قيمة الجائزة.
والجائزة بالنسبة لنا ليست بقيمتها المالية على الاطلاق فالقيمة المادية ستبقى اقل بكثير من التأثيرات الايجابية التي سيتركها العمل الصحفي المتنافس على دعم جهود المركز على الوعي المجتمعي العام باهمية الوقوف الى جانبه وتوجيه بعض من الزكاة والصدقة والهبات للمركز بالإضافة لاقامة المعارض والبازارات المساندة ماليا للمركز.
اننا لن ننتظر طويلا ولأننا نؤمن بأهمية البحث العلمي في مواجهة السرطان وتحديه والانتصار عليه ولاننا كذلك نؤمن بان البيئة وخصائصها والامكانات الجبارة التي وضعها الرحمن فيها يمكن ان تكون من العوامل المساندة لمواجهة المرض فإننا أيضا ودعما لمركز الحسين للسرطان سنسعى لتمكين ادارة المركز من تسجيل قطعتي الارض التي تبرع بهما في منطقة رأس النقب ليكون موقعا للبحث العلمي ومركزا مستقبلا للاستشفاء.
واذا كنا نقول ذلك من على سرير العناية المركزة في المركز، فإننا نثق بأننا ونحن لم نغادره بعد سنتلقى مئات الاتصالات المناصرة لنا في معركة دعم مركز الحسين للسرطان ومواجهة المرض والانتصار عليه.
وبقي ان نقول إننا نحمل دينا ثقيلا لا يمكن سداده او الايفاء ببعضه ولأسرة المركز ومديره العامل بجد الدكتور محمود سرحان وجميع الفرق الطبية والتمريضية والخدمية العاملة والذين نشكرهم.