السعادة يختلف مفهومها ومعناها لدى العديد من الناس، فمنهم من يعتقد أن السعادة في المال وآخرون يرون السعادة في اعتلاء المناصب العليا والمرموقة، وفريق يرى السعادة في الصيت والشهرة، بينما يؤمن بعضهم بأن الستر والرزق الحلال هو منتهى السعادة، وعلى ذلك لا يتفق البشر على نظرة واحدة للسعادة، وإذا أردنا أن نركز على ماهية السعادة، لو جدنا أن الغالبية العظمى يرون السعادة في الرزق الحلال والستر.
من ناحية أخرى في نظري أن السعادة هي في راحة البال والصحة والأمان والرزق الطيب الحلال، لا اعتقد أن المال أو المنصب أو الشهرة يمكن أن تجلب السعادة الحقيقية التي يبحث عنها الكثير من الناس، لكنها ممكن أن تسعد الإنسان لفترة محدودة، لكن هي سعادة مؤقتة لا يشعر معها المرء بالرضى أو يتذوق معنى الراحة، فالفقير يتصور أن سعادته في امتلاك ثروة كبيرة تهبط عليه من السماء، والموظف البسيط يحلم بالمنصب الرفيع، متصورا أنه غاية المنى والسعادة، فكم من ثري لم يشعر بطعم السعادة واصابه الهم والحزن، لأن السعادة مفقودة لديه، بحث عنها فلم يجدها في المال الكثير الذي يمتلكه، وكم من المشاهير ممن اصيبوا بالاكتئاب وآثروا الإنعزال ووضع حد لحياتهم، فالسعادة في مال أو منصب أو شهرة كذبة كبرى، فقمة السعادة أن تعطي غيرك وتسعده، فكثير من أولئك الأثرياء والمشاهير تغيرت حياتهم عندما قرروا أن يساعدوا الفقراء والمرضى.
إن السعادة الحقيقية تكمن في شعور الإنسان بالرضا عن نفسه وحياته، فإذا وصل إلى تلك المرتبة احس بالسعادة، فالرضا هو أحد أبواب السعادة. فالعديد من الناس أصيبوا بالكآبة والبؤس، وعاشوا بقية حيتعساء وهم يمتلكون من الأموال والمناصب والسمعة ما لا يمتلكه أحد، ببساطة لأنهم لم يتذوقيتذوقوا السعادة،بحثوا عنها ولم يجدوهيجدوها علموا بأن رسم الإبتسامة على وجه محتاج أو مريض هي مفتاح السعادة الحقيقية، لما عانوا كل تلك المعاناة القاسية.
ختاما:لا يمكن أن تسعد وغيرك يفتقدها، يكفي أن تكون صاحب قلب طيب وكريم وعقل كبير، لتعرف معنى السعادة، فالصدق مع الخالق والناس هو كنز سعادتك الدائمة.