المشاريع الكبرى في المدن المكتظة بالسكان كالعاصمة عمان تحتاج الى تخطيط مسبق بحيث يعمل على تلافي أي أزمات قد تحدث حين البدء بالتنفيذ.
اعتدنا ومنذ عقود عديدة على مبدأ الإرتجال في تنفيذ المشاريع الضخمة دون أن نحسب حسابا لتبعات ذلك على حياة المواطنين بصورة عامة.
منذ سنوات والحديث يدور حول موضوع الباص السريع الذي تحول إلى مسلسل تركي لا نعرف متى ستكون نهايته، حيث أدى ذلك إلى الغضب والإستهجان والإستغراب مما يجري.
الباص السريع ما زال بطيئا جدا، ولكنه كان سريعا في إدخال الخوف والجزع وعدم الرضا لتأثيره الواضح على حياة أهالي عمان وخاصة التجار منهم.
لا يجوز بأي حال من الأحوال ان تدار الأمور على هذا النحو، وكان يجب على الحكومة وامانة عمان البحث عن حلول لكل أولئك الذين يمكن ان يصيبهم الضرر جراء هذا المشروع الذي بات موضة قديمة في معظم دول العالم.
من المسؤول عن تلك الأضرار التي اصابت المواطنين والتجار الذين يصرخون من تهديد الباص لأرزاقهم وهم الذين يعانون أصلا جراء الأوضاع الإقتصادية الصعبة والضائقة المعيشية والركود الذي مازال مستمرا؟
الباص السريع بات نقمة على الكثيرين في عاصمتنا، وكان يمكن البحث عما هو أفضل وبما لا يؤثر في حياة الناس الذين وصلوا إلى مرحلة لا يمكن تقبلها أو تحملها، فمن يجرؤ على القول أو تحمل المسؤولية أو على الأقل بث الطمأنينة في قلوب الناس؟