الحكومة و الحيتان ، المسير و الأثر
علاء مصلح الكايد
26-08-2019 02:42 PM
كانت الجهود الخجولة و المتواضعة في مكافحة الفساد على مدى عقد من الزمان سبباً في إعلان جلالة الملك الثورة عليه و كسر ظهره و محاربة رموزه .
لا شكر على واجب ، و إن أولويات الحكومات في هذا الملفّ أساسيّة و بالتالي لا شكر تستحقه الحكومة - أيّ حكومة - على أيّ إنجازٍ فيه .
و لكن ؛ من واجب الجمهور أن يُقِرَّ بالحسنة تماماً كما ينقُدُ السيّئة ، و من الضرورة بمكان أن نعترف بالإستجابة الحكومية السريعة و المباغتة و الشفّافة في تداعيات " قضية الدخان " كدليلٍ على عزمها التعاطي بجدّية في مجابهة الفساد ، و برغم التندّر الكثير الذي تشهده مواقع التواصل إلّا أن الأنفس جميعها في قرارتها تجتمع حول هذه الرغبة الجامحة في مداهمة أوكار مافيات الفساد ، فكلّنا و أولادنا ضحايا لما إقترف عرّابوها من فرادى و جماعات.
و لنذكّر أنفسنا بأنّ تيار الفساد المنظّم قادر على دفع المال للتشويش و التشكيك و إفتعال الأزمات ، و في كثير ممّا يصدر بحسن النوايا من تشكيكٍ لَمَا يخدم مصالح ذلك التيّار ، و الأصل أن نشدّ على أيدي الحكومات و السُّلُطات جميعها للتطهير و تحقيق الغايات التي تخدم مصالحنا و أوطاننا ، فنحن الخاسر إن أُجهضت الجهود - لا قدّر الله - و نحن الرّابح إن هي أفلحت بعون الله .
نحن نريد ذلك حقّاً و لقد بدأنا فعلاً ، و قد لا يكون مطلوباً منّا سوى الدعم بالمعلومة إن وجدت و ترك أولي الإختصاص لممارسة واجباتهم الدقيقة و التي تحتاج التحرك بصمت أحياناً و بأقلّ قدر من التشويش دائماً .
و لنتذكر أنّ الوصول لنتيجة إيجابية بروح سلبية أمرٌ مستحيل ، فهذه معركة و العقيدة ركنُ أساسٍ في ديمومتها و النصر فيها .
نحن أولي عزم ، و على قدر أهل العزم تأتي العزائم ، و طالما أن الأثر يدلّ على المسير قد تفلح الحكومة بالتطهير كما باشرت في ملفّات عدّة منذ زمن قصير .