لا احد يستطيع ان يناقش بان دول العالم قاطبه قد تاثرت بهذا القدر او ذلك من جراء ما عصف بالعالم من ازمه ماليه عالميه سواءا اكانت تلك الدول سببا لتلك الازمه او لا فالذي تسبب في هذه الكارثه الماليه العالميه جر العالم اجمع الى هذه الازمه عن غير طيب خاطر بكل تاكيد وبالتالي دفعت جميع دول العالم ثمنا باهظا للازمه الماليه من اقتصادياتها الوطنيه متخذه عدة وجوه ومناحي وفي مقدمتها البطاله التي غزت العالم اجمع سواء من حيث العدد او من حيث حدتها وكذلك البطء الشديد في عجله الاقتصاديات الوطنيه وتدهور اسعار النفط وتفاقم العجز في موازنات العديد من الدول وتهاوي كبريات البنوك والمصارف وبيوت الاستثمار وشركات التامين وشركات صناعه السيارات وغيرها واتساع رقع الفقر والجوع حتى في اكثر الدول والتي كانت والى وقت قريب من اغنى الدول واقواها اقتصادا
ولاننا لسنا في جزيره منعزله عن العالم وعما يدور فيه فان اقتصادنا الوطني بمختلف قطاعاته قد تاثرت بهذه الازمه العالميه عن غير طيب خاطر وتمثل ذلك في عدة مناحي وعلى راسها خفض اسعارالفائده على الدولار والتشدد في منح القروض الاسكانيه والشخصيه وتراجع مؤشرات قياس اسعار الاسهم في البورصه وتباطؤ عجله الاقتصاد بشكل عام وانخفاض حجم الاستثمارات الاجنبيه وتراجع سوق العقار وانخفاض تحويلات المغتربين وكنتيجه عامه اتسعت رقعه الفقروالجوع وانخفضت فرص العمل المتاحه وتزايدت نسب البطاله نتيجه لكل ذلك
وتجدر الاشاره الى انه تم اتخاذ العديد من الاجراءات العاجله لمواجه الاثار المترتبه على الازمه الماليه العالميه وفي مقدمة ذلك ضمان الدوله للودائع لدى البنوك حتى نهايه العام 2009 وكذلك تقديم مجموعه من التخفيضات الضريبيه للعديد من القطاعات ومنها القطاع الاسكاني والسياحه وتشجيع القطاع الخاص ليكون شريكا فاعلا في دفع عجله الاقتصاد الوطني خطوات مهمه الى الامام
ولكن يبقى من الضروري العمل وبشكل جاد من قبل كل الجهات المعنيه من اجل ترشيد وخفض النفقات العامه والخاصه وفي مختلف المواقع الخاصه والعامه وتوجيه كل دينار وجهته الصحيحه والمنتجه وكذلك وقوف الجميع سدا منيعا في وجه افة الفساد والمفسدين باعتبار الفساد ضرر على الاقتصاد والمجتمع معا
العمل الجدي اتجاه تنميه اقتصاديات المحافظات بحيث يجد كل من يرغب بالاستثمار في أي بقعه من وطننا كل الترحيب والترغيب والتاييد وان يجدنا نزيل من امامه كل مايمكن ان يكون عامل تاخير او تنغيص وان يجد في كل القوانين والانظمه والاجراءات مايحفز حقيقه على الاستثمار لتصبح كل مدننا وكل قرانا ورش عمل ومصانع وامكنه للانتاج باعلى المواصفات والمقاييس والمنافسه في السوقين المحليه والخارجيه على اعتبار ان العالم اصبح قريه صغيره والمستثمر العربي والاجنبي امامه كل العالم امكنه للاستثمار فعلينا العمل وبكل جديه على ان نجعل الاردن واحه جذب وتحفير وتشجيع على الاستثمار ولنفوز جميعا في حلبه المنافسه على هذا الصعيد ولدينا حقيقه كل العوامل والنوايا والجديه التي تؤهلنا لذلك ونامل ان نجد ترجمة حقيقيه لكل ذلك عل ارض الواقع قريبا
العمل من اجل تخفيض وتقليص عدد ونسب الضرائب بمختلف اشكالها وألوانها لان المواطن والذي يصبح كل صباح على ارتفاع جديد على الاسعار وعلى تزايد متطلبات الحياه الكريمه وعلى تطاير جديد في قدرته على الشراء هو وبكل تاكيد بحاجه الى التخفيف من مجمل الاعباء العديده والمتعدده التي تثقل كاهله وكاهل عياله واطفاله
وذلك لان هناك من يقول بان الاردن لديه اكبر عدد من انواع ومسميات الضرائب والرسوم والتي وضعت تحت مايزيد على 16 سته عشره عنوان مختلف والتي يتفرع منها مايزيد على المائه نوع من الضرائب والرسوم وغيرها مفروضه على الافراد والشركات والمؤسسات والدكاكين والمحلات حتى بات من يقول بانه لايوجد مواطن الا ويدفع من جيبه جزءا من تلك الضرائب المتعدده الاسماء والانواع لذا فهناك من يقول يكفي ضرائب بل علينا مراجعتها باستمرار من اجل التخفيف بالقدر المستطاع منها وبما يخفف على المواطنين وعلى كل قطاعاتنا الاقتصاديه ومما يزيد من قدرة الجميع لدفع عجله التنميه المنشوده خطوات كبيره الى الامام .
وكذلك التركيز وعمل كل ما من شانه دعم الصناعه الوطنيه والصناعيين لان في الصناعه الانتاج الحقيقي للسلع وفيها نكتسب الخبره والمعرفه ومن خلالها يمكن خلق المزيد من فرص العمل الحقيقي والفعلي
وكذلك ضروره ان يتم التركيز الفعلي والجاد على زياده الانتاجيه في مختلف الشركات والمؤسسات وفي مختلف مواقع العمل الخاصه والعامه والتطبيق الفعال والجاد لمبدأ المسائله والمحاسيه على التقصير ومكافئه المبادرين والمخلصين
ويبقى فوق كل ذلك دعوتنا لكل من لديه فوائض ماليه ويرغب باستثمارها سواءا اكانت شركات ام مؤسسات ام افراد عدم الهروله باتجاه الاستثمار في استثمارات غير مدروسه ومخاطرها واضحه وضوح الشمس والارتكاز على الدراسه والتمحيص والتحليل من خلال بيوت الخبره والمعرفه ليس الا .

salabsi@yahoo.com