عدالة المطالب لا تبرر التخريب ..
أحمد الهزايمة
25-08-2019 02:14 AM
على مدار الليلتين الماضيتين عاشت مدينة الرمثا أحداثا مؤسفة تمنينا جميعا لو أنها لم تحدث. ورأينا تطورات مضطردة بين كر وفر بين أبناء الجسد الواحد من هذا الوطن الطيب أهله من مواطنيين ورجال قوات الدرك، تأسفنا جميعا عليها وبكل تأكيد يأسف عليها كل شريف ومنتمي لتراب هذا البلد وليس أقل منهم سكان مدينة الرمثا. ولكن…. إن كان في مطالب المتظاهرين حق فبلا شك فإن الأسلوب في التعبير لربما كان تجاوز الحدود حتى وصل إلى تضرر بعض الممتلكات العامة كان آخرها تعرض آلية من آليات قوات الدرك للإحتراق ونحمد الله أن الأمور تم احتواءها بفضل الله تعالى أولا وحكمة العقلاء من الطرفين.
ونتمنى أن يستمر تغليب صوت العقل وتغليب المصلحة الوطنية على المصلحة الخاصة. على مدار السنوات الثمانية الماضية تعرض الأردن ولا زال لظروف خارة عن إرادته فرضتها التطورات الإقليمية وما نشأ عنها من موجة لجوء لمئات الآلاف من الأشقاء السوريين. تلك الظروف التي انعكست آثارها ليس فقط على الشعب السوري الشقيق بل على المواطن الأردني بنفس المقدار إن لم يكن بزيادة.
وفي الوقت الذي عانى فيه الشعب الأردني قاطبة من ظروف اقتصادية صعبة إلا أننا الجميع يعلم ويعي دون أدنى شك أن مدينة الرمثا وسكانها النشامى الذين كانوا أول من احتضن واستقبل اللاجئين السورين وفتحوا لهم أبوابهم وشاركوهم لمة العيش، كانوا من أكثر المواطنين تأثرا اقتصاديا وماديا واجتماعيا وثقافيا… الخ.
هذه حقيقة لا يختلف فيها اثنان وعلى صاحب القرار والمسؤولين في الدولة أن لا يغفلوا عنها بل يجب اتخاذ كل ما يلزم من أجل التخفيف عن وطأة النزوح السوري على المواطنين وعلى الأخص سكان مدينة الرمثا الأعزاء.
كذلك الأمر يجب أي يعي الجميع أن قوات الأمن عندما تصدع للأوامر فغايتها بالدرجة الأولى حفظ المواطن وصون ممتلكاته والحفاظ على مقدرات الوطن من عبث العابثين. في مثل هذه الظروف الصعبة يجب أن نقف جميعا كالبنيان المرصوص آخذين بعين الاعتبار أن هناك أيادٍ خفية تترصد بنا وبأمن البلد ولا تريد بنا خيرا. يجب أن لا ندعهم يستغلون ما يجري من أجل تمرير أجنداتهم وما دفعني لهذا الكلام إلا ما رأيته من منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي عند التدقيق بأصحابها وجدت بعضهم ممن لا يقيم في المملكة.
وكلمة حق أقولها بأن قوات الدرك ممثلة بقائدها صاحب السمرة البدوية والنظرة الثاقبة. ابن الوطن اللواء الحواتمة يعي أيضا ما يجري وبفراسته وحنكته لن يسمع بالتصادم ما بين الدركي والمواطن. لقد رأينا حنكته في أكثر من فعالية شعبية استطاع من خلالها فتح قنوات التواصل مع أصحاب الفعالية واستطاع استيعابهم كذلك الأمر ما يجري حاليا في مدينة الرمثا فكلي قناعة بأن اللواء الحواتمة على قدر من المسؤولية والوعي بما لا يسمح بانزلاق الأمور إلى ما لا يحمد عقباه. نسأل الله عز وجل أن يجنبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن وأن يديم نعمة الأمن والأمان على هذه البلد وقائدها الملك عبد الله الثاني ويحفظها من كل سوء وأن يحفظ أهلنا في مدينة الرمثا وباقي مدن ومحافظات المملكة من شر العابثين.