وزارة الاقتصاد الرقمي والريادة خارج التغطية
د. راكان عيسى العدوان
24-08-2019 02:48 PM
في دول العالم المتقدم يكون هناك مرجعية واحدة للتصريحات الرسمية خصوصا في قضايا الرأي العام واعتقد ان الاردنيين في الوقت الحالي اصبحوا اكثر تقدما ووعيا مما سبق في ظل الانفتاح غير المحدود على العالم حتى انهم اصبحوا يوجهون حكوماتهم ويصوبون اخطاءها في الاعلام.
واصبحت بعض التصريحات يتلقونها ويتداولونها من باب التندر والسخرية وهنا مكمن الخطر!!! فكلما قلت الثقة زادت الفجوة بين الحكومات وشعوبها فقبل فترة سمعنا تصريحا ذا طابع رسمي عالي المستوى يقول ان مدارسنا افضل او توازي المدارس الاوروبية وعلى ارض الواقع تجد ان بعض هذه المدارس يفتقر الى بديهيات المرافق التعليمية العالمية، ثم بقدرة قادر اصبحنا متفوقين على روسيا وتركيا ولكن بماذا لا اعلم.!!!!!
المهم هنا اننا امام ازمة حقيقية ما بين ما نطمح اليه وما بين ما هو معمول به على ارض الواقع. قبل حوالي سنتين سمعنا تصريحا ووعدا من رئيس حكومة سابق باننا في منتصف عام 2019 سوف نخرج من عنق الزجاجة وها نحن قد تجاوزنا هذا التاريخ ولم نرا على ارض الواقع اي شيء حتى اننا لا نعلم اين اصبح موقع الزجاجة.
ولكن وما اضعف الامل لدينا هو خروج وزارة الاقتصاد الرقمي علينا ببشرى تزفها لنا بانه سوف يتم فرض ضريبة على دعايات فيسبوك ويعتبر هذا اول ثمار وفوائد تغيير اسم هذه الوزارة!!! فهل يعقل يا معالي الوزير الا نعرف كم الايرادات المتوقعة وهل ستساهم في دفع عجلة الاقتصاد الذي ليس لديه عجلة اصلا وهل تغيير اسم الوزارة والحملة الاعلامية التي رافقته وبان هذا التغيير جاء لمواكبة عصر الاقتصاد الالكتروني وما الى ذلك حتى تعود في النهاية الى مفهوم الجباية الفاشل!!!!!!
هل تعلم ان اختراع جهاز نوكيا الفنلندي كانت مبيعاته في العالم تضاهي مبيعات بعض دول الخليج من البترول وهذا ما نادى به جلالة الملك وهو الاستثمار بالعقل الاردني.
الله اكبر هل عجزت عشرات الحكومات والاقتصاديين والندوات والمؤتمرات والسفرات والاقتصاديين والمستشارين عن اعطاء حل واحد يساهم في التنمية او خطة زمنية واضحة لتقديم برنامج اقتصادي مثمر!!! الطامة الكبرى التي ذهلنا بها هو اخر تصريح وهو ان 90 بالماية من الشعب الاردني يتقاضى 500 دينار وهو غير صحيح على ارض الواقع!!! وعلى افتراض انه صحيح فهو اعتراف رسمي ان 90 بالماية من الشعب الاردني يقبعون تحت خط الفقر!!!!!!!
معاليك اخرجوا الى الشوارع والقرى واهجروا المكاتب والبريستيج وفتح ابواب السيارات والسجاد الاحمر، تحسسوا هموم الناس واحتياجاتهم من الميدان ولنا في تطبيق التجارب الناجحة في الدول التي كانت تعاني من مشاكل اقتصادية وقامت بمعالجتها اسوة حسنة...
لا اقول انكم لستم حريصين على تقديم ما يمكن تقديمه ولكن على رأي المثل الاردني الشهير (العرس في ناعور والطخ في جرش) وسلملي عالريادة......................