كلية الإعلام في اليرموك تنتفض
د. عديل الشرمان
23-08-2019 01:31 PM
في العام 1976 عندما نظم الشاعر الكبير حيدر محمود نشيد الجامعة، بدأ النشيد بقسم اليمين ( على اليرموك أقسمنا اليمينا ... بأن نبقى له الحصن الأمينا)، وانتهى النشيد بحلف اليمين ( ونحلف بالدم العربي أنا ... لغير الحق لن نرضى انتسابا).
بين الانتساب للحصن الأمين، والانتساب للحق، بقيت جامعة اليرموك التي أفخر بأنني كنت أحد طلاب الإعلام فيها، بقيت وفية لمبادئها وأهدافها، محافظة على العهد والوعد، ما لانت لها قناة، ولا فترت لها همة، ولا ضعفت لها عزيمة، واتخذت من الحق طريقا ونهجا لها في إعداد جيل من الشباب الذي تقلد أعلى مناصب الدولة، وكان علامة فارقة في الإنجازات والعطاء، وفي مسيرة التنمية، وحازت على سمعة طيبة في المنطقة وعلى مستوى العالم.
قبل عقود من الزمن كان عميد ورؤساء أقسام كلية الإعلام فيها قد اقسموا على أن يكونوا عنوانا للحق، وأن يكونوا الحصن الأمين للجامعة، واليوم وفاء لقسمهم، ولما عاهدوا الله عليه فانهم ينتفضون ويقدمون استقالاتهم بصورة جماعية وعلى نحو غير مسبوق، وتحمل هذه الاستقالات دلالات ومعاني عميقة، بشكل يستدعي معرفة الأسباب والدوافع وراء هذه الاستقالات، خاصة وأن عميدها يعرف عنه الاستقامة في العمل، والرفعة في الأخلاق، ولا تأخذه في الحق لومة لائم.
وبحسب المعلومات التي يتم تناقلها فإن لجنة التعيينات والترقيات في الجامعة كانت قد نسبت إلى مجلس العمداء بتعيين عدد من المدرسين في كلية الإعلام دون أخذ رأي الكلية والقسم المختص، كما يتم الحديث عن تعيينات نسبت بها لجنة التعيينات والترقيات ممن لا تنطبق عليهم شروط التعيين، في حين أن هناك آخرين لا تنطبق عليهم الشروط لكنهم اكفأ منهم ولهم سيرة ذاتية وخبرة اكبر بكثير وتم استبعادهم، الأمر الذي دفع برئيس القسم وعميد الكلية وآخرين الى تقديم استقالاتهم لما اعتقدوا أنه تجاوزا على صلاحياتهم وعلى رأيهم، وهم أهل الخبرة والدراية والمعرفة، ولما فيه هضم لحقوق آخرين، مما يتطلب من الأجهزة المعنية ضرورة الإسراع في الوقوف على الحقيقة، ومعرفة ملابسات ما يحدث.
جامعة اليرموك واحدة من الجامعات الأردنية التي كانت وستبقى موضع اعتزاز وفخر لكل الأردنيين بما قدمت، وما أعطت، وستبقى سمعتها طيبة، وذائعة الصيت بين الجامعات الأردنية والعربية، لكن ما حدث يعطينا إشارات ودلالات واضحة على أننا بحاجة إلى مراجعة دقيقة وتشخيص سليم للأسباب والدوافع وراء استقالة خبرات وأيادي نظيفة، والذي من المفترض أن يتقدم أمثالهم الصفوف، ويتراجع مقابلهم آخرون ممن سلكوا طريق الواسطة والمحسوبية، وأخذوها نهجا في عملهم، مقدمين بذلك مصالحهم على مصالح الوطن والمسيرة التعليمية