صدمة وفاة الدكتور سائد دبابنة
باتر محمد وردم
23-08-2019 02:19 AM
لم أستطع بعد أن أتجاوز نفسيا صدمة وفاة الدكتور سائد دبابنة لأنني ببساطة لدي شعور طاغ بأن وفاته خسارة كبيرة للأردن.
ألتقيت به للمرة الأولى في العام 2012 في حوار تم في مجلس النواب مع لجنة الطاقة وكان الدكتور سائد الخبير النووي المعروف عالميا ضمن فريق النشطاء الذين حذروا من مخاطر وأخطاء البرنامج النووي الأردني كما أدارته هيئة الطاقة النووية.
شرح دكتور سائد موقفه المعزز بمعلومات علمية دقيقة ورصينة بكل هدوء واحترام ونظريا اعتقدنا أنه اقنع كل أعضاء اللجنة ولكن بعد ذلك تدخلت قوى عديدة لتغيير راي اللجنة نحو دعم البرنامج النووي ربما باستثناء النائب جمال قموه الذي بقي متمسكا بموقفه السليم.
في العام 2013 كتب الدكتور سائد إضافة إلى أربع خبراء آخرين في الطاقة النووية مذكرة من 18 صفحة إلى رئيس الوزراء عبد الله النسور فيها معلومات تفصيلية عن أخطاء البرنامج النووي ومحذرا من الاستمرار في هذه التوجهات غير المعتمدة على اسس علمية دقيقة.
رئاسة الوزراء لم تكترث بهذه المذكرة والآن بعد ست سنوات كل ما كان مكتوبا فيها ثبت صحته ولكن الاردن اضاع ملايين الدنانير على تجربة فاشلة بكل المقاييس. بالرغم من أن الدكتور سائد وزملائه تعرضوا لحملة تشويه منظمة من هيئة الطاقة النووية ومنها اتهامات مغرضة بالتعاون مع إسرائيل وشتائم يندى لها الجبين بقي الدكتور سائد ملتزما بقيمه الاخلاقية العليا ورفض تماما الهبوط إلى مستوى تلك الحملة الشخصية، وحتى عندما ركب بعض تجار السياسة على موجة الحملة ضد المفاعل النووي وحولوها إلى حملة شخصية ضد خالد طوقان أفقدتنا المصداقية تماما انسحب الدكتور سائد بهدوء من هذه المرحلة وبقي يشعر بكثير من الإحباط بأن هذه التحذيرات المبكرة لم تلق أي قبول من الحكومة ومجلس النواب.
ما كان يميز الدكتور سائد ليس فقط علمه المتدفق بل قيمه الأخلاقية والإنسانية العالية جدا والتي كنت أنظر إليها بكثير من الإعجاب والتقدير بكيفية تمكنه من الالتزام بكل هذه القيم في وقت باع فيه الكثيرون ضمائرهم إما بالمال أو بالمناصب. رحمه الله وصبر أهله على خسارته.
بالمناسبة في حال أهتم اي احد بالحصول على نسخة من التقرير الذي أرسل إل رئاسة الوزراء في العام 2013 ارجو التواصل على الخاص.
من صفحة الفيسبوك