*اقتباس: (وفي القرى التي استطعنا ان نجد فيها بعض السعادة بسبب حصولنا على طعام او ماء كنت أعلم أن هذا الوضع مؤقت وأننا مجرد عابري سبيل).
في يوم الأغذية العالمي الذي صادف الاثنين أول أمس، وبعد مرور قرابة أسبوعين على الاحتفال باليوم الدولي للقضاء على الفقر، أنهيت قراءة سيرة ذاتية بعنوان (الطريق الطويل) استعرت منها الجملة في الأعلى على لسان بطلها وكاتبها(اشمائيل بيه) ، وفيها يتطرق إلى حياة بائسة عندما تم تجنيده في الثانية عشرة من عمره ابان الحرب الأهلية في سيراليون منذ عام 1997 إلى عام 2003.
تفوح من السطور روائح الفقر والجوع والحرب، أحداث تمزق القلب تروي لحياة يفتقر فيها الناس للأمان وتصطبغ بالرعب والعيش دون الكفاف في غياب تام لأساسيات الحياة الآدمية.
قراءة مثل هذا النوع من التجارب الحية للمآسي البشرية يتيح لك التفكر بقيمة الانسان في الحرب إن كان ثمة قيمة أصلا ً، ذلك مثلا ً حين يصبح الحصول على ماء نظيف مقابل مسيرة يومين، وحين يعيش خمسة وستون بالمئة من سكان قطاع غزة تحت خط الفقر، وهل ثمة حياة أن يحيا الفرد في غزة، بحسب تقرير الأمم المتحدة، بدولارين في اليوم، مهددا ً كل مرة يزحف فيها داخل الأنفاق كي يؤمن رزقه أن يسحق كذبابة تحت الأنقاض.
في أماكن من العالم يصبح الفقر صاحب دار ويكفر بأدنى حدود الكرامة الإنسانية ويبيع الانسان أعضاءه البشرية ويتحول جسد النساء إلى تجارة وتضطر ملايين الفقيرات أن يكنّ أرضاً يتم استئجارها لمواسم معينة حين يؤجرن أرحامهن قربانا ً للفقر، مقابل الهرب من الموت جوعا ً.
لا يخلو مجتمع على وجه الأرض من الفقر والجوع ، إلا أن السؤال الباحث عن إجابة لماذا المرأة في العالم هي الأفقر، حدّاً دفع المهتمين إلى تأنيث الفقر. ولماذا المرأة في ظروف القلّة تكون في مقدمة الضحايا. ولماذا المرأة في العالمين العربي والاسلامي هي الأفقر من مثيلاتها في العالم؟.
الحال في العالم أكثر انفجارا ً، وأكثر من بليون نسمة تعاني الفقر والجوع حول العالم، ومئة مليون آخرين هذا العام سيلتحقون بمن هم دون خط الفقر بفعل الأزمة الاقتصادية.
لو كان الفقر رجلا ً لقتلناه، لكن المصيبة أن الفقر والجوع في عالمنا أمم وافراد وعصابات وليس رجلاً واحد، واذا كان هناك من يرى حلا ً لمشكلة الفقر والجوع في العالم فهو يعبّر فقط عن رأيه الشخصي.