وسط التنافس على حب الشهرة أصبح البعض يُشهر بكل شيء حتى الوطن!!، ووسط التنافس على حب الإستعراض لم نعد نفرق بين الصالح والطالح!!، ولكن القصص والأحداث الأخيرة التي وقعت على الساحة الأردنية جعلتنا نتوقف ونتمعن في ردود أفعال البعض وتصرفاتهم، فبينما يبث خبر سلبي كاذب وتجد له الآلاف المعلقين والمطبلين والناشرين الكاذبين، قد نحتاج لنفيه وإثبات عدم صحته من قبل أعلى أركان الدولة!!.
معظم القضايا اللأخلاقية التي وقعت مؤخراً في العاصمة عمان، ومعظم الجرائم التي وقعت في عمان وخارجها خلال الفترة الأخيرة، من قتل وإنتحار وإطلاق نار وغيرها الكثير، هي في الأصل قضايا تحدث في مختلف دول العالم، ومن ضمنها الأردن، منذ زمن بعيد، ولكن الجديد في الأمر أن وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي أصبحت تنقل الحدث والمشهد بسرعة متناهية، فيما أصبحت بعض الأبواق النشاز تطعن بالصغير والكبير أمام الجميع، وتضخم الأمور بما
يخدم مصالحها الشخصية الخبيثة وعبر وسائل مختلفة سهلتها التكنولوجيا الحديثة ووسائل الاتصال.
ما نريد قوله للجميع أن محبة الأردن تحتاج منا المزيد من الحكمة والمنطق، خصوصاً في ظل غياب الضمائر الحية
والأخلاق الحميدة لدى فئة واسعة من المجتمع لسبب أو لأخر، وإذا كان من الصعب على البعض أن يكون مؤمن بالله ثم بالوطن الذي يحتضنه، ويرى أنه أكبر من الأردن!!، فله كامل الحرية في اختيار وطن أخر يليق به وبقدراته وليرحل بسلام وأمان معززاً مكرم!!، فهذا وطن عزيز له سيادته ومنعته وكيانه ومجده ورجاله.
أما أن تكون السلبية والفوقية والتشكيك والطعن بمقدرات الوطن ورجالاته (الشرفاء منهم) هي عنوان المرحلة، فالأولى بنا أن نسرع في دفن رؤوسنا في الرمال قبل أن يشمت بنا القريب والبعيد لأننا نعق ونهدم الوطن الذي بُني بهامات الرجال، فالأردن وطن الأحرار والشهداء والشرفاء، ولن نسمح للعاقين له أن يطعنوا ويهدموا ويشككوا به وبرجالاته وجنده الأوفياء في أجهزتنا الأمنية كافة، والتي هي عنوان كرامتنا وعزتنا على مدى الأيام.
نتقبل الرأي والرأي الأخر، ولكن يجب أن يبقى صوت الحق يعلو دائماً، وسيبقى كذلك بإذن الله، وسيبقى الأردن عزيزاً حراً قوياً منيعاً بإيمان شعبه وقيادته حفظهم الله جميعاً.