في الازمة السورية كان موقفي مؤيدا لوحدة سورية جغرافيا وسياسيا، ومع سورية دولة ووطنا وهوية تاريخية . ودخلنا في سجالات سياسية واسعة حول الازمة السورية والحرب التي اغرقت البلاد لحوالي عشرة اعوام بحمام الدم والفوضى، وتهجير السوريين.
السجالات والنقاشات حول الازمة السورية وقفت من نقطة البداية حول استقطابات اقليمية ودولية لدول واطراف متصارعة ولاعبة على الساحة السورية. من بداية الازمة تكشفت خيوط الالتباس والغموض، فما يجري لم يكن ثورة أو احتجاجا شعبيا، الحكومة في دمشق قالت من البداية ان سورية تتعرض الى مؤامرة ومخطط دولي واقليمي لتخربيها وتقسيمها.
وفي تالي فصول الازمة تبين حقا أن سورية كانت معرضة الى مخطط أسود. في العام الجاري استعادت دمشق سيطرتها على مناطق واسعة من الجغرافيا السورية المحروقة بالحرب والفوضى والقتال.
وكلما اتى بالنشرة خبر يقول إن الجيش السوري تمكن من تحرير المنطقة الفلانية يغمرني الفرح والسرور والسعادة. مشاعري تجاه سورية اظن أن جموع الاردنيين يتفقون عليها الا من اصيب بملوثات الدعاية الاعلامية والسياسية المضادة، واصحاب اجندة ايديولوجية معادية ورافضة للدولة الوطنية والقومية السورية.
لم اعرف أن اكون محايدا . يا الله كم أن الخبر يفرحني، وماذا لو ان الجيش السوري تمكن من تحرير خان شيخون آخر ما تبقى من المناطق استراتجية تسيطر عليها قوات إرهابية في الشمال السوري؟
في الأزمة السورية لا أرى سورية فحسب بل فلسطين والاردن يقفان صفا وعلى صلة بكل ما يجري من تحرير واحتلال. الامر هنا ليس ضربا من العاطفة الزائدة، والوجد اللاذع إنما واقع حقيقي جيوسياسي واستراتيجي.
فما دامت سورية بخير فنحن بخير. مقولة برهانها من التاريخ والراهن السياسي والاستراتيجي الذي يجري في المنطقة.
العلاقة الاردنية -السورية باتت بأشد الحاجة الى المراجعة، والتطبيع السريع سياسيا واقتصاديا، والبحث عن تكاملية لتكون جزءا من بناء سياسي عربي قادر على صد المؤامرات والمخططات الجديدة لامريكا واسرائيل واعوانهم في المنطقة.
الدستور